الاثنين، 29 أغسطس 2016

كوبري البدرشين الجديد يواجه اعتراضات الأهالي وإنذار ‘‘بتروجاس’’ وطعن قضائي



**الأهالي: الكوبري حكم إعدام علينا.. وخراب بيوت لناس كتير

البدرشين: هدير حسن
نشر بتاريخ 17 فبراير 2014

بعد أن قررت القوات المسلحة، في سبتمبر الماضي، تشييد 3 كباري بمحافظة الجيزة، وكلفت بهم شركة المقاولين العرب، على أن يكون واحدَا منهم بمدينة البدرشين، جنوب الجيزة، بهدف تقليل الكثافة المرورية، والحوادث المتكررة على مزلقانات المدينة، ومن وقتها، لم يهدأ لأهالي البدرشين بال، منتظرين جلسة الحكم التي ستُعقد غدًا لتحديد مصير الكوبري.

عملية بناء الكوبري، التي تجري الآن على قدم وساق، كان من المفترض أن يرحب بها أهالي المدينة، كونها ستزيح عنهم مخاطر المرور عبر المزلقانات من الجهة الشرقية إلى الجهة الغربية بالبدرشين، بخلاف أنها ستقلل من حوادث القطارات، والاصطدام بالمواطنين العابرين، حيث كانت آخر حادثة قطار بالبدرشين في يناير من العام الماضي، وراح ضحيتها 18 مجندًا، إلا أن الكوبري لاقى اعتراضًا من عدد ليس بقليل من الأهالي.

ووصل رفض المحامي محمد الخطيب، أحد أهالي البدرشين، لإنشاء الكوبري، إلى رفعه دعوى، بمشاركة المحامي عمرو فضل شلبي، ضد رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ونائب رئيس الوزراء، ووزير النقل، ووزير الإسكان أمام مجلس الدولة، وتطالب الدعوى بوقف قرار بناء الكوبري.

ويقول المحامي عمرو فضل شلبي، أحد المحامين رافعي الدعوى، إن الكوبري سيؤدي إلى أزمة بالمدينة، واختناقات مرورية للداخل إليها والخارج منها، وإن قانون التخطيط العمراني لسنة 1982 يُقر في مادته الثالثة، اشتراط أخذ رأي المواطنين في أي مشروع عمراني، عبر عرضه بالوحدة المحلية ليبدوا آراءهم فيه، ووصف عمرو القرار بـ ‘‘الهمايوني، ويتعارض مع مصالح ناس كتير’’، مشيرًا إلى انعقاد جلسة الحكم غدًا.

الكوبري سيصل بين شارع الشهيد محمد عبد الكريم المتناوي، المعروف بشارع بورسعيد، وشارع مصر أسيوط البطئ، مارًا بالمزلقان الثاني بالمدينة، ولهذا يرى علاء عثمان، صاحب محل أدوات منزلية بشارع مصر أسيوط البطئ، أن اختيار عمل الكوبري بهذا المكان لم يكن موفق، لأنه سيمنع توافد المشترين على البدرشين، البلد التجاري، ويقول ‘‘الشارع ده روح البلد، وقفله بالكوبري هيخرب بيوت ناس كتير، وفي ناس باعت وبتصفي محلاتها، والمفروض كانوا يوسعوا المزلقانات’’.

ويضيف أن الكوبري هدفه إزاحة عبء عن الحكومة فقط، وليس خدمة المواطنين، حيث سيريح الحكومة من المساءلة عن الحوادث التي تشهدها المزلقانات. ويقول مواطن آخر، رفض ذكر اسمه، ‘‘إحنا بقالنا سنين بنهاتي عاوزين كوبري بين البدرشين وحلوان، وعملوا كوبري إحنا مش محتاجينه ولا عاوزينه، كانوا يوسعوا المزلقانات أحسن’’، ويرى أن وجود الكوبري، الذي يعني إغلاق المزلقانات، سيحجم حركة الأهالي بين جانبي المدينة، وإذا كانت كباري المشاه ستكون وسيلة، فهي لن تكون كذلك لكبار السن، الذين سيكون كوبري المشاه شاق بالنسبة لهم.

وكان إبراهيم درويش، مقاول، قد رحب بإنشاء الكوبري قائلا ‘‘هيقلل حوادث كتير، وطبيعي تلاقي ناس كتير رفضاه عشان هيجي على مصالحها’’، واتفق معه عبد النبي بدير، سائق، في أهمية الكوبري للمدينة، لكنه رأى أن الحكومة كان يجب أن توفر بديلًا للمرور، وقال ‘‘البلد مخنوقة، وعشان تعملوا الكوبري متقفلوش البلد كده، إدوني طريق أعدي منه’’.

وقدم الأهالي عددًا من المقترحات لتغيير مكان بناء الكوبري، الذي تم الحفر لإنشائه بالفعل، واطلعنا على بعض هذه المقترحات من أحمد أمين، عضو مجلس محلي سابق، وصلاح الجعودي، رئيس اللجان الشعبية بالبدرشين، وتتلخص المقترحات في: إنشاء كوبري بديل بمدخل المدينة، أمام المستشفى المركزي، ومنه إلى شارع عباس عناني، أو من شارع بن حزم إلى شارع عمرو بن العاص، المعروف بشارع مصر أسيوط البطئ، مع فتح النفق المغلق، الموجود أمام مجلس مدينة البدرشين، وتم إغلاقه بعد تراكم القمامة والنفايات به، ويكون هدفه تسهيل عبور المشاه.

يقول أحمد أمين، أحد الأهالي وعضو مجلس محلي سابق، إن بناء الكوبري بالشكل الحالي بمثابة ‘‘حكم إعدام على البدرشين’’، وأكد إرساله برقيات إلى محافظ الجيزة بهذا الشأن، ولكنها لم تجد سوى الوعد بإعادة النظر، وهو ما لم يحدث بدليل استكمال بناء الكوبري، واعتبر أن بداية البناء خسارة كبرى لأنه سيعيق الحركة داخل المدينة بالكامل.

منير أنور، رئيس مدينة البدرشين، قال إن الاختناقات المرورية بالمدينة بسبب الكوبري أمر طبيعي، لأنه في مرحلة البناء، وبعد انتهائه سيسهل الحركة، وأضاف أنه ‘‘مشروع قومي، ولو كان هيضر الناس مكنش اتعمل، لأنه مش معمول اعتباطًا أو بالحظ’’، وأوضح أن هدف المشروع هو الحد من المرور على قضبان القطار، وفيما يخص اقتراحات الأهالي قال منير ‘‘الاقتراحات ستؤخذ في الاعتبار، ومن الممكن أنها تكون خطط بديلة في المستقبل’’، وأكد أن المشروع سينتهي خلال سبعة أشهر.

وإلى جانب اعتراضات الأهالي، تواردت أيضًا أنباء عن إرسال إنذار لمحافظ الجيزة من شركة بتروجاس، يحذر من أن إنشاء الكوبري، بالطريقة الحالية، سيؤثر على خطوط الغاز، المحددة بالمكان منذ عام 1991، وتمتد من قرية طموة إلى دهشور، وتأكدت ‘‘المندرة’’ من وصول هذا الإنذار من أحد المصادر، الذي نحتفظ باسمه.

ولكن نفت نهلة جمال الدين، مسئول العلاقات العامة والإعلام بمحافظة الجيزة، وصول إنذار من الشركة، وأكدت أن أي مشروع قبل البدء فيه، تنعقد جلسات تنسيق مع كافة الأجهزة المعنية بالمرافق من مياه وصرف صحي وكهرباء وغيره، وأضافت أن المشروع يسير وفقًا لما هو مخطط له دون أي عقبات.

الموضوع الأصلي من هنا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق