الاثنين، 29 أغسطس 2016

كوبري البدرشين يُغلق المزلقان ويثير غضب الأهالي



البدرشين: هدير حسن
نشر بتاريخ 14 سبتمبر 2015

مع مرور ما يقرب من تسعة أشهر على بدء التشغيل التجريبي لكوبري البدرشين العلوي، عادت اعتراضات أهالي مدينة البدرشين، جنوب الجيزة، على إنشاء وتنفيذ الكوبري بشكله الحالي لتظهر مرة أخرى (تعرف على اعتراضات الأهالي على الكوبري قبل إنشائه هنا)، وذلك بعدما قررت محافظة الجيزة إغلاق مزلقان السكة الحديد البحري بالمدينة بشكل تام، وفتحه أمام حركة المشاة مؤقتًا، الأمر الذي دفع بأهالي البدرشين إلى التجمهر بساحة مبنى رئاسة مجلس المدينة الخميس الماضي.

تجمع الأهالي أمام المزلقان مطالبين بفتحه للسيارات والمشاة، نظرًا لما تسببه إغلاقه لمدة 4 أيام في تكدس مروري، حسب تعبيرهم. قال محمود عبد الفتاح، سائق توكتوك، “المشوار اللي كنت باخده في 5 دقائق، دلوقتي بيعدي الـ 12 دقيقة بسبب قفل المزلقان”، حيث يعد المزلقان الذي يصل العزبة الغربية بالعزبة الشرقية للمدينة، أيسر الطرق، خاصة بعد أن قامت السكة الحديد بغلق المزلقان الثاني بالمدينة، فور الانتهاء من أعمال بناء وإنشاء الكوبري العلوي، الذي نفذته شركة “المقاولون العرب” بتمويل من القوات المسلحة.

ورغم غلق المزلقان إلا أن الأهالي وجهوا لعناتهم صوب كوبري البدرشين، فقال أحدهم، الذي رفض ذكر اسمه، “كل اللي إحنا فيه بسبب الكوبري ده، اللي عمله لازم يتحاسب حتى لو كان السيسي نفسه، لأنه إهدار للمال العام”، مستنكرًا أن يكون مصممه مهندسًا، وأضاف “ده لعب عيال مش كوبري، ومحطوط زي الخازوق في نص البلد”. ويقول محمد سيد، أحد سائقي عربات الكارو، عن الضرر الواقع عليه من غلق المزلقان “دي حرب على أكل عيشنا، إحنا كده عيشنا اتقطع، العربيات الكارو والبهايم مش بتعرف تطلع الكوبري الجديد، تروح مني”.

وأشار آخرون إلى تأثير غلق المزلقان على حركة النقل والتنقل داخل المدينة، ويقول محمود سيد بانفعال: “دلوقتي لو فيه مطافي أو إسعاف او جنازة عشان تعدي ما بين الجهتين هتاخد وقت طويل، والكوبري مش مهيأ”، فمنذ إغلاق المزلقان والسيارات تستخدم كوبري البدرشين في الاتجاهين دون وجود آلية لتحقق ذلك دون تكدس مروري، مما يسبب في شل حركة المرور بالمدينة. غير أن الأهالي يتجنبون الصعود إلى الكوبري بسبب حوادث السرقة بالإكراه والقتل، ويقول أحمد عيد: “الكوبري مفيهوش إنارة، والناس بتتثبت عليه، وبقى فرصة للبلطجية”.

ودخل المتجمهرون إلى ساحة رئاسة مبنى مجلس المدينة مرددين هتافات “هو يمشي مش هنمشي”، في إشارة إلى محمد العطفي، رئيس مجلس مدينة البدرشين، الذي أوضح لهم أن الأمر ليس بيده، وأنه ينفذ تعليمات محافظ الجيزة، وصرح لـ “المندرة” قائلًا: “المزلقان كان المفروض يتقفل مع بداية تشغيل الكوبري الجديد، وكان هيتقفل نهائيًا لولا انا حاولت أنه يكون مفتوح للمشاة”، موضحًا أن مهامه “كرجل تنفيذي” تمنعه من القيام بأكثر من ذلك، في حين أسفر تدخل أهالي المدينة وعائلاتها عن تراجع المحافظة عن غلق المزلقان، على أن يتم فتحه للمشاة والسيارات.

وفي تصريح لـ “المندرة” أكد اللواء أسامة شمعة، نائب محافظ الجيزة، أن المزلقان سيتم غلقه نهائيًا، ولكن بعد الانتهاء من أعمال رصف الطرق بالمدينة، وبسؤاله عن سبب الغلق في حين أن مدينة الحوامدية بها كوبري علوي، ولم يتم غلق المزلقان الموجود بها، قال : “الحوامدية حاجة مختلفة، روحي بصي عليه وانتي تعرفي”.

الموضوع الأصلي هنا.

“العزيزية” تفرح بدفن أبنائها العائدين من الفيوم


**الأهالي ينتشلون جثث ذويهم بمساعدة فرق خاصة.. والمحافظ: فرق الحماية المدنية معرفتش تخرجهم لوجود غازات سامة

البدرشين: هدير حسن
نشر بتاريخ 3 سبتمبر 2015

رغم الموت، استقبل أهالي قرية العزيزية جثمان عاشور عامر، 46 عامًا، وسلامة عمران، 33 عامًا، بالفرحة؛ فبعد مرور سبعة أيام بقيت فيها جثتا عاشور وسلامة بأعماق حفرة داخل منزل بقرية العجميين بالفيوم بصحبة جثث 4 آخرين، استطاع الأهالي، بجهود ذاتية، أن ينتشلوهما من عمق يصل إلى ما يقرب من 20 مترًا، منذ نحو عشرة أيام وتحديدا في 24 أغسطس.

القصة بدأت في الثامن عشر من أغسطس، حين أتت شقيق سلامة مكالمة هاتفية من “فاعل خير” يبلغه بوفاته، ذهبت على إثرها عائلات الضحيتين إلى الفيوم متشوقين للوداع الأخير قبل الدفن، ولكن إجراءات انتشال جثثهم من قاع الحفرة حالت دون ذلك، وقتها، انتشرت على المواقع الإليكترونية والإخبارية نبأ وفاة 6 أشخاص بالفيوم في أثناء تنقيبهم عن الآثار بأحد المنازل.

يقول حازم عامر، ابن عم عاشور، “هما كانوا فواعلية على باب الله، جالهم واحد وقالهم إنه عاوز يعمل صرف صحي لبيته في الفيوم من قبل رمضان بشهرين (تقريبًا شهر أبريل)، ووعدهم ياخدوا 150 جنيه في اليوم، ولما ماتوا عرفنا إن الموضوع آثار”، فسلامة وعاشور عمال تراحيل يقطنان بقرية العزيزية بالبدرشين، جنوب الجيزة، اضطرتهم الظروف المعيشية الصعبة، وقلة فرص العمل بقريتهم إلى قبول العمل بعيدًا عن قريتهم وأسرهم، لينتهى عمرهم في أثناء عملية الحفر من أثر انبعاثات غاز الميثان، دون أن يهنأوا بحق الدفن لسبعة أيام، بعد أن توقفت عمليات فرق الإنقاذ عن انتشال جثثهم.

طوال السبعة أيام، ظل ما يقرب من 100 فرد من أهالي قرية العزيزية بموقع الحادث في الفيوم ينتظرون خروج ذويهم، بينما تبلغهم الجهات الحكومية والرسمية بصعوبة تحقق ذلك، ففي اتصال هاتفي للمستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، ببرنامج “آخر النهار” على فضائية النهار، قال “محدش يقدر ينزل الحفرة، لأنه بيتم حفرها منذ أكثر من 8 شهور، وبقت حفرة عملاقة، واتصرف عليها أكثر من 900 ألف جنيه، ورجال الحماية المدنية مش قادرين ينزلوا حتى بأنبوبة الأكسجين، لأنه في غازات سامة هتعمل تفاعلات، وإذا ضغطنا عليهم بدل ما عندنا 6 متوفيين هيكونوا 16”.

وعن الساعات الأخيرة قبل انتشال الجثث قال أحد أقارب الضحايا، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ “المندرة” إن الأمر تم بالجهود الذاتية بعيدًا عن مساعدة أو إشراف الحكومة، وقال “محافظة الفيوم معملتش أي خطوة، ولا كان معانا شرطة، ولا مسئولين” موضحًا أن الأهالي بدأت تمد يد المساعدة بعد انتشار قصة الجثث المنتظرة أسفل الحفرة على الإنترنت، وبالمجهودات الذاتية استطاع الأهالي أن يستأجروا فرقة إنقاذ خاصة قامت بانتشال الجثث، وقال “الحكومة كانت عاملة حسابها على ردم الحفرة، لكن إصرارنا إننا نروح بعيالنا خلى ربنا يوقف لنا ولاد الحلال وندفن أولادنا في قريتنا”، وأشار إلى وقوع 3 حوادث مشابهة بنفس القرية انتهت بردم الحفرة، وعدم لجوء الحكومة، ممثلة في المحافظة إلى محاولة انتشال الجثث.

عمق الحفرة، وفق حديث الأهالي، يصل إلى 20 مترًا، بينما أكد محافظ الفيوم في تصريحه التلفزيوني أنه وصل إلى 40 مترًا، وتكلفت عملية استخراج الجثث 20 ألف جنيه، وفق أحد أهالي القرية، وفي محاولة لـ “المندرة” التواصل هاتفيًا مع محافظ الفيوم حول عدم قدرة المحافظة أو قوات الحماية المدنية على استخراج الجثث في حين استطاعت فرق الإنقاذ الخاصة القيام بذلك، لم يستجب المحافظ، حيث يقول حازم إن فرق الإنقاذ لم تكن تقم بواجبها على أكمل وجه “الغواص كان بينزل 3 أو 4 متر ويطلع يقول مش هينفع يخرجوا، لدرجة إننا حسينا إنه الموضوع فيه لغز كبير”.

شعر أقارب الضحايا بالفرحة بعد تلقي العزاء ودفن الضحايا، فقال أحدهم “رغم إنهم ماتوا، لكن إحنا في عيد لإنهم رجعوا وعرفنا ندفنهم، وخدنا عزاهم، عشان منسمعش حد يطلع إشاعات ويقول غنهم ماتوا مقتولين ولا مدبوحين”، وكان سلامة عمران، أب لثلاث بنات أكبرهن 8 سنوات، وأصغرهن سنتين، بيما عاشور له ولدين متزوجين.

الموضوع الأصلي هنا.

والدة متهم أطفيح في “اغتصاب التحرير”: ابني حج مرة واعتمر ثلاث


**شقيق المتهم: هما عاوزين يطبخوا القضية ويهدوا الليلة ويراضوا الناس الكبيرة

أطفيح: هدير حسن
نشر بتاريخ 8 يوليو 2014

مع بدء جلسات محاكمة المتهمين في قضية اغتصاب الفتيات بميدان التحرير، يوم تنصيب السيسي رئيسًا، المعروفة إعلامياً بـ “اغتصاب التحرير”، يتمنى الجميع أن ينالوا أقصى العقوبات، جزاء ما فعلوه، لكن بالتأكيد لأهلهم وجهة نظر آخرى.
عمرو محمد فهيم علي، 33 سنة، عامل بناء بمحطة مصر، أحد المتهمين في “اغتصاب التحرير”، لديه أربعة أطفال، أكبرهم أسامة، 7 سنوات، أحد المتهمين في القضية، ويُتهم بالتحرش، وهتك العرض، والسرقة بالإكراه، واستعمال القوة ضد رجال الأمن، تلك جملة الاتهامات التي يواجهها عمرو، وفي نفس الوقت، ترى أسرته أنه بريء. ويمكنك قراءة أوامر إحالة المتهمين من هنا، وأسماء المتهمين من هنا.

في منزل عمرو
في منزل متواضع بقرية “البرمبل” بمدينة أطفيح، جنوب الجيزة، ينتظر أسامة وإخوته الثلاثة أبيهم كل جمعة على مائدة الإفطار ولكنه لا يأتي، حجرة الاستقبال يتوسط جدرانها صورة للرئيس السيسي، وصوت القرآن الكريم يأتي من أحد الغرف، والدموع لا تفارق عائلته، وهم على أمل أن يبرءه القضاء.

بدأت والدته بالحديث قائلة: “ده حاجج بيت ربنا، وعمل 3 عمرات يعمل كده إزاي بس؟”، وتؤكد أنه قرر أن يحضر هو وزملاؤه بالعمل، الاحتفال بحلف اليمين بميدان التحرير، حيث أنه كان من أشد المؤيدين للرئيس السيسي بالقرية، وأصر على أن تُدلي والدته وزوجته بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية، على الرغم من عدم مشاركتهم في أية انتخابات، أو استفتاءات سابقة، وتقول والدته “حكم علينا ننزل وندي صوتنا للسيسي، وقالنا الراجل ده هو اللي هيعدل البلد، وباين على وشه الرضا”.

بداية الواقعة 
أضافت والدته، أن الواقعة بدأت أثناء تواجده بالاحتفال مع زملائه بميدان التحرير، ففوجئوا بسماع أصوات طلقات نارية، وصراخ سيدات، وذهبوا إلى حيث الأصوات، فرأوا سيدات، وبنات في وضع سيء، وإحداهن عارية، فقرر عمرو أن يخلع قميصه، ويلبسه إياها، وحاول أن يثنيه أصدقاؤه عن هذا، حتى لا يتضرر، فقال لهم، “لو هأروح في داهية لازم أساعدها”،على حد تعبير والدته، فضربه ضابط شرطة من الخلف، ففقد وعيه ولم يفيق إلا داخل قسم قصر النيل.

إجبار على الاعتراف
يقول محمد فهيم علي، أخوه الأكبر، وأمين شرطة بقسم 15 مايو، إنه مع دخول عمرو، قسم قصر النيل لم تتوقف عمليات التعذيب له، ولغيره من المتهمين، وأن الشرطة اجبرته على الاعتراف بأنه ينتمي لجماعة الإخوان، لكنه رفض. ولمعرفة باقي أسماء المتهمين ادخل هنا، وباقي أوامر الإحالة هنا.

ويرى محمد، أن القضية لا تسير في الإتجاه الصحيح، ويقول: “هما عاوزين يطبخوا القضية، ويهدوا الليلة، ويراضوا الناس الكبيرة، أنا مش عارف الظلم هيفضل لحد فين”، مؤكدًا أن عمله بالداخلية جعله يرى الظلم أمامه طيلة 20 عامًا.

ويؤكد أن أخيه يشعر بالظلم، وأنه يشعر بمرارة ما يعانيه، ويقول والدموع في عينيه: “حالته النفسية بقت صعبة من كتر الظلم اللي وقع عليه، والظلم لما يقع على حد عارف ربنا بيبقى صعب ومر”، بينما تخشى والدته، أن يغيره الشعور بالظلم، ويجعله كارها للجميع من حوله، قائلة: “إذا كان عمل خير وعملو فيه كده، يا عالم هيحس بإيه ناحية الناس لما يخرج”.

سمعته طيبة 
سمعة عمرو الطيبة داخل قريته أمر لا جدال فيه، يقول عنه جاره، الذي فضل عدم ذكر اسمه، “إحنا مش مصدقين أنه يعمل كده أبدًا، ده بيمشي في حاله، ولو شاف الست في الشارع يبص في الأرض”.

وتقول والدته “البلد كلها زعلانه عليه، واتصل بينا أصحابه اللي كان بيشتغل معاهم في السعودية، وقالو لنا إلا عمرو، مش ممكن يعمل كده”، حيث كان يعمل عمرو في السعودية لفترة.

هذه السمعة الطيبة، لم تكن في مسقط رأسه، ومحيط عمله، سواء في مصر،أوخارجها، وإنما كانت أيضا في تجنيده بالجيش، حيث كان دومًا يحصل على لقب “الجندي المثالي، وكان ضباط الجيش يتمنون أن يستمر بالخدمة متطوعًا لحسن خلقه، كما يؤكد أخوه.

ماذا قالت زوجته؟ 
وهنا غالبت زوجته دموعها وتحدثت قائلة: “عشان كده أنا متأكدة إن ربنا كبير، وقادر يظهر الحق، وهو الشاهد على اللي حصل، وقلبي حاسس إنه هيدينا حقنا”. ولمعرفة اسم آخر المتهمين وأمر إحالته ادخل هنا.

الموضوع الأصلي هنا.


طريق ميت رهينة السياحي “كوم قمامة” بالبدرشين


البدرشين: هدير حسن
نشر بتاريخ 23 يونيو 2014

على الطريق السياحي المؤدي إلى متحف آثار ميت رهينة بمدينة البدرشين، جنوب الجيزة، تتراكم المخلفات والقمامة على يساره ويمينه ويصل ارتفاعها إلى مترين تقريبًا، ولا تزال باقية حتى الآن رغم قرار المحافظ بإزالتها.

وتراكم هذه المخلفات منذ سنوات طويلة مضت يسيء للمنطقة السياحية بميت رهينة التي تضم متحف “ميت رهينة”، ومعبد “العجل أبيس”، ومتحف “حتحور”، ومقصورة “سيتي”، ومتحف “رمسيس الثاني”.

وكان الدكتور علي عبد الرحمن، محافظ الجيزة، أمر بإزالة تلك المخلفات عن الطريق أثناء زيارته الميدانية له أول الأسبوع الماضي. وأكد منير أنور، رئيس مجلس مدينة البدرشين، لـ “المندرة”، أن المحافظ خصص 500 ألف جنيها من أجل رفع المخلفات عن المنطقة الأثرية بميت رهينة والعزيزية على أن تنتهي في وقت قريب مع التأكيد على تغليظ عقوبة إلقاء المخلفات بالمنطقة ومتابعة تنفيذها.

وداخل متحف ميت رهينة، قال محمد منصور، كبير المفتشين بالمتحف، في حديثه لـ “المندرة”، إن عملية إزالة المخلفات متوقفة الآن، وأكد: “من يوم المحافظ ما كان هنا مشوفناش حد تاني”، وأوضح أن إدارة المتحف خاطبت مجلس المدينة عدة مرات منذ أبريل 2014 من أجل التخلص من هذه المخلفات.

وكانت التراكمات بدأت في التزايد منذ 6 سنوات، كما يؤكد منصور، وقال: “المخلفات موجودة على جنوب الطريق السياحي، ووجودها مؤذي، خاصة أنه على شمال الطريق بعثة حفائر أمريكية”، وأكد أن العمل على إزالة المخلفات من منطقة “تل العزيزية” سيبدأ بعد الانتهاء من منطقة ميت رهينة.

وعلى الطريق لم تلاحظ مراسلة “المندرة” أي تواجد لمعدات وأدوات إزالة المخلفات، وكان أحد المارة يعبث بالقمامة والمخلفات ويُطعم حيواناته منهم.

الموضوع الأصلي من هنا.


قرية دهشور: حرمان من المياه.. مصرف يقتل الأطفال.. مسئولون يوعدون


**متضررة بالقرية: دي مش عيشة والله ده رعب
**مصرف طوله 500 مترا يخترق القرية ويقتل 4 أطفالا

البدرشين: هدير حسن خليل
نشر بتاريخ 17 يونيو 2014

تتبدل أحوال السياسة ويتغير المسئولون وتمر 3 سنوات على ثورة يناير التي نادت بالكرامة والعدالة الاجتماعية شهدت مصر خلالهم تغيير للحكومات والمسئولين ولكن ظلت أحوال الناس البسيطة وهمومهم ومشكلاتهم كما هي في حالة بائسة. وحال أهالي قرية دهشور لم يتغير منذ سنوات طويلة حتى بعد وعود لا تنتهي ولم تُنفذ فأهالي القرية يعانون من الحرمان من الحقوق الآدمية البسيطة لأغلب الناس ومثلهم في ذلك مثل الكثير من أهالي قرى مصر.

وفي جولة لـ “المندرة” داخل القرية كانت المشكلات تنطق بذاتها ولا تحتاج إلى سؤال أو استفسار، فالقرية التي يقطنها ما يقرب من 50 ألف مواطنا محرومة من وصول مياه الشرب النظيفة إليها، ويضطر أهلها إلى انتظار الساعات القليلة التي تتاح فيها المياه خلال اليوم كما يعانون من فقدان أطفالهم في مصرف يخترق الكتلة السكنية وغيرها من المشكلات التي تهاجمهم يوميا.

تحلم بمياه نظيفة
هدية عبد السميع، متزوجة وتعمل بإحدى الجمعيات بالقرية، تبدأ يومها بالبحث عن مياه نظيفة بدلًا من المياه المنقطعة التي لا تزور منزلها سوى ساعتين فقط باليوم، وأحيانًا لا تأتي عدة أيام متواصلة، وتقول: “مفيش ميه في الحنفية، الميه من الطرومبة بس، ومش بتيجي إلا بالموتور، وكمان مينفعش نشرب منها أو نعمل الأكل”.

وتلجأ هدية وغيرها من أهالي القرية إلى شراء المياه من إحدى محطات التحلية التي تبرع بها المقتدرون ولكن شراء المياه ليس بالأمر الهين عليهم ماديا. وتقول إيمان سمير، إحدى أهالي القرية: “احنا بنقف طوابير بالساعات عشان نشتري بـ 5 جنيه مياه، ومش بيكفونا كام يوم”، وذلك بخلاف ما يحدث في هذه الطوابير من ازدحام وتعارك بين الواقفين للحاق بالمياه قبل أن تنفد.

ونضوب المياه بمحطة التحلية أمر كثير الحدوث وهو ما يضطر الأهالي إلى اللجوء إلى جيرانهم ممن تأتيهم المياه باستخدام الموتور ويجعلهم واقعين تحت رحمتهم، غير أن هناك من الأهالي من ليست لديهم القدرة على شراء المياه فيكون الحل أن يشربوا من مياه “الطرمبة” المالحة التي تتسبب في كثير من الأمراض حيث حلل بعضهم المياه التي تصل للبيوت ووجدوا أن نسبة الأملاح بها تعدت الـ 200% مما قد يؤدي إلى أمراض الفشل الكلوي والكبد المنتشرة بالقرية.

وانقطاع المياه لم يتوقف عند هذا الحد، فاستعمال الموتور من أجل الحصول على المياه هو أمل يقضي عليه انقطاع الكهرباء الذي يستمر يوميًا من العاشرة صباحًا وحتى صلاة العصر، وتقول هدية: “لما الكهربا بتقطع بيبقى لا نور ولا ميه”، وتؤكد أن القرية بها مناطق لا ترى النور والمياه، ولا يوجد بها حتى وصلات المياه والصرف، حسب وصفها.

مقبرة الأطفال
وعدم وجود صرف صحي في القرية جعل الأهالي تستخدم “الطرنشات” التي تقوم عربيات الكسح بإزالتها وإلقائها في المصرف الذي يمتد طوله لما يقرب من 500 مترا ويخترق الكتلة السكانية بالقرية ويتسبب في موت الأطفال.

ومع نهاية شهر إبريل الماضي، لقي الطفل أحمد سامي مصرعه بالوقوع في المصرف ولم يعرف أهله وقتها مكانه وظلوا يبحثون عنه لمدة 4 أيام. ويقول عمه محمد ياسين: “في ناس كتير استغلت الموضوع وبقت تتصل بينا ويقولوا إنهم خطفوا الولد ويطلبوا فدية لغاية ما جبنا حفار من مجلس المدينة ودورنا في المصرف ولقيناه”. ويتذكر عمه حسرة والديه والحزن الذي سكن قلوبهما، ويتساءل عن- ما وصفه- بسلبية مجلس المدينة، قائلًا: “لغاية دلوقتي لا المجلس سأل فينا ولا حد عزانا حتى”.

ولم يكن أحمد سامي أول طفل يلقى حتفه بهذه الطريقة، بل كان الرابع في خلال شهور قليلة مما سبب استياء الأهالي، ويضيف ياسين: “يعني إحنا متحملين قطع المياه والعيشة المتعبة لكن كمان أطفالنا تموت في المصرف”.

ويؤكد محمود قرني، أحد أهالي القرية، وعضو مجلس محلي سابق، أن هذا المصرف ويُدعى “اللبيني 4” صدر في السابق قرار بتغطيته منذ عام 2008 وتم تغطية جزء منه فقط وبقي الجزء الذي يمر وسط المباني السكانية ولم يُصدر قرار بتغطيته على الرغم من وجود ميزانية له، كما يؤكد قرني.

ويضيف قرني أن ما يحدث كل فترة هو فقط تطهير المصرف الذي لم يخضع للتطهير منذ ما يقرب من 9 أشهر.

وتوضح هدية أن مشكلات المصرف لا تتوقف عند خطره على الأطفال، فهو يتسبب في تزايد الحشرات والثعابين والفئران بسبب تراكم المخلفات به، وتحكي عن حالات كثيرة من أهل القرية تعرضت لتآكل أصابعها من الفئران أو اللدغ من الثعابين التي ربما تؤدي إلى الموت أحيانًا. وتضيف هدية باستياء: “دي مش عيشة والله، ده رعب”.

أين الحل؟؟
وفي محاولة منها للمساهمة في الحل، أجرت جمعية تنمية السياحة بدهشور استطلاع رأي الأهالي في سبتمبر 2013 عن أهم المشكلات التي تحيط بهم، فجاءت مشكلة انقطاع المياه في المرتبة الأولى، تليها الصرف الصحي، ثم القمامة، وتبين أن عدم وجود محطة مياه قريبة من قرية دهشور والقرى التي تجاوروها حرم أهلها من المياه لأن المحطة الرئيسية تبُعد حوالي 17 كيلو مترا عن القرية.

وبسؤال منير أنور، رئيس مجلس مدينة البدرشين، عن انقطاع المياه بالقرية، أكد لـ “المندرة” انتهاء الأزمة في الشهور القليلة المقبلة، وأن قرب الانتهاء من محطة مياه “الشوبك السطحية” سوف يخدم القرى المحرومة من المياه.

ولكن تبقى أزمة المصرف كما هي، ويوضح رئيس المدينة أن ما يتعلق بالمصارف خاص بالإدارة العامة لصرف الجيزة، قائلا: “اذا كان اتخصص له ميزانية للردم فمن الصعب إنها تفضل موجودة من 2008 لغاية دلوقتي”.

الموضوع الأصلي من هنا.

بالفيديو: “البيطار” يعالج الخيول ويرّكب الحدوات ولا يخشى زوال مهنته


**رمضان: المهنة صعب تختفي.. الناس مش هتبطل تربي حمير

جنوب الجيزة: هدير حسن خليل
نشر بتاريخ 2 يونيو 2014

حرفته قد تبدو غريبة عن أهل الحضر وساكني المدن لكن أهل الريف ومن يملكون الدواب والخيول، يعلمون مدى أهميتها، لهم ولحيواناتهم.

“البطار” أو “البيطار” هو الحداد الذي يركب حدوة الخيول والحمير ويعالج حوافرهم، ويعمل بهذه المهنة رمضان إبراهيم، 37 عاما، منذ أكثر من 15 سنة، حيث ورثها عن والده، وأكد في حواره مع “المندرة” أنه يسعى إلى توريثها إلى ابنه شعبان وعمره الآن 19 عاما.

يملك رمضان، وهو أحد ثلاثة فقط ما زالوا يعملون بهذه المهنة في مينة البدرشين، جنوب الجيزة، دكان صغير لا تتعدى مساحته مترين، يستقبل فيه الخيل والحمير والدواب الأخرى التي تحتاج إلى تقليم حوافرها ومعالجة ما يصيبها بسبب السير لمسافة طويلة، أو التآذي بسبب العمل في الحقول.

ويقول رمضان أن المهنة لم تعد كما كانت في السابق، مؤكدا: “الشغل ريّح عن زمان لأن الناس دلوقتي جابت تكاتك وعربيات صغيرة”، وأثناء حواره مع “المندرة” يتذكر أنه منذ 8 سنوات مضت كان يعالج يوميًا ما حوالي 20 حيوان من الخيول والحمير بينما هذه الأيام ربما لا يتعدى عددهم الخمسة فقط.

وتتكلف عملية تركيب الحدوات للخيول 50 جنيهًا للأربعة أرجل بينما يُدفع لقاء حدوات الحمير 30 جنيهًا، ويُستخدم في هذه العملية الحدوة الحديد إلى جانب مسامير مخصصة لتركيبها بحوافر الخيل، و”الكفة” التي تساوي الحافر لتركيب الحدوة، إضافة إلى السندان، والشاكوش، وتستغرق هذه العملية ما يقرب من نصف ساعة.

وتحتاج هذه المهنة، كما يؤكد رمضان، خبرة طويلة وجسم قوي يستطيع أن يتحمل مخاطرها إضافة إلى الحرص الشديد في التعامل مع الخيول وأن يكون البيطار “قلبه جامد، وباله طويل”، حسب وصفه.

ويتحدث شعبان الذي بدأ يعمل مع والده منذ كان بالعاشرة من عمره عن مخاطر هذه المهنة والتي غالبًا ما تأتي من عدم انصياع الخيل أو الحمار ورفضه تركيب “الحدوة” وهو ما يتطلب محاولة تهدئته وربط جزء معين من فمه وإلهائه بأي أمر يصرف انتباهه ولكن هذا لا يمنع تعرض بعض العمال للأذى أثناء العمل، ويقول شعبان “ركلة الحصان ممكن تعمل كسر في الجمجمة”، هذا بخلاف قلة خبرة بعض من يعملون بهذه المهنة وذلك نتيجة عدم تمكنهم من الأداة التي يستعملونها.

ويعتقد رمضان وابنه أن مهنتهم لن تنقرض لأن الناس لن تستطيع الاستغناء عن الحيوانات، ويقول: “الناس مش هتبطل تربي وتشغل حمير”، ولكنهم أكدوا على قلة العاملين بها وقلة من يحتاجونها.

الموضوع الأصلي من هنا.



أمير الشعراء العرب لـ ’’المندرة’’: الصعيد طارد للمواهب.. والشهرة لها ضريبتها


** المسابقة حولتني من شخص مجهول إلى نجم.. وجامعة الأزهر فيها اللي مكفيها والصعيد بيئة طاردة للمواهب

الجيزة- هدير حسن خليل
نشر بتاريخ 14 أبريل 2014

في اللحظة التي احتشد فيها الملايين بميدان التحرير وشوارع مصر انتظارًا لإعلان تحقيق مطلبهم ورحيل الرئيس السابق محمد مرسي, يوم الثالث من يوليو, كانت هي اللحظة التي أعلنت فيها لجنة تحكيم مسابقة أمير الشعراء, فوز الشاعر المصري, الدكتور علاء جانب, بلقب أمير الشعراء العرب.
ومرور أكثر من ثمانية أشهر لم يمنح الشاعر السوهاجي, ابن قرية عرابة أبو الدهب, ما يستحقه من الدولة أو من وسائل الإعلام, ولم ينل الاحتفاء الشعبي الذي انتظره, بعد انتزاعه للقب أمير الشعراء في منافسة شرسة بين 20 شاعرًا من مختلف أنحاء الوطن العربي, الأمر الذي أرجعه إلى توتر المشهد السياسي وقتها, والذي يبدو أنه لم يتغير إلى الآن.

الدكتور علاء أحمد السيد, الشهير بـ ’’علاء جانب’’, الأستاذ المساعد بقسم الأدب والنقد بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر, من مواليد شهر ديسمبر عام 1973, كان لـ ’’المندرة’’ هذا الحوار معه, الذي تنقل فيه جانبا من طفولته إلى دراسته وعمله بجامعة الأزهر, ثم مشاركته السياسة, حتى مشاركته بمسابقة أمير الشعراء, وما تبع هذه المشاركة من تغيير.

وإلى نص الحوار:
كيف بدأت في كتابة الدواوين, وكم ديوان أصدرته ؟
أصدرت ثلاثة دواوين, أولها ديوان ’’أنا وحدي’’ صدر عام 2002 ولم يشتهر لأنني قمت بطباعته على حسابي الخاص, لأسجله برقم إيداع, وديوان ’’ولد ويكتب بالنجوم’’ عام 2011, وآخرها ديوان ’’لاقط التوت’’, الذي صدر بعد خروجي من المسابقة, وأعمل حاليًا على ديوان آخر لم أستقر على اسمه بعد.
أول دواويني أصدرته بناء على إلحاح أصدقائي, الذين استنكروا أن أترك أشعاري هكذا, وجاء الديوان متأخرًا نظرًا لمروري بظروف شخصية منعتني من الإهتمام والتركيز على الشعر فقط, والتفت إلى جوانب آخرى في الحياة, منها التركيز على عملي بالجامعة وتحضيرات الدكتوراة, وكان ذلك طريق صعب سلكته برغبتي, فكنت أريد أن أبني نفسي أكاديميًا بشكل جيد, واخترت دراسة النقد الأدبي, حتى لا أبتعد عن الشعر, كما سعيت إلى تكوين أسرة, فأنا لم أنقطع يومًا عن الكتابة, لأن الشعر لعنة ليس لي فيها أي اختيار.

ما رأيك في عرض الإعلام للشعر والشعراء؟
في هذه الفترة كان يُنشر لأسماء ليس لها قيمة, ويعاني شعراء لهم قيمتهم الحقيقية من الغبن والظلم, بينما الشعراء القريبين من ’’الشِلل’’ الموجودة في وزارة الثقافة وقصور الثقافة, هم من يُنشر لهم, فالموضوع قائم على المعارف, وهو مازال موجودًا حتى الآن- للأسف الشديد- ولم نتخلص منه.
ولكن الآن الوضع مختلف بالنسبة للشباب الذين وجدوا في وسائل التواصل الإجتماعي, طريقة يروجون بها أشعارهم, ويحصلون على إعجاب متابعيهم, (ويضيف مازحًا) ربنا يدخلك الجنة ياللي عملت الفيسبوك وتويتر.

وماذا عن مشاركتك في مسابقة ’’أمير الشعراء’’؟
بعد استقرار حياتي بشكل كبير أكاديميًا واجتماعيًا, عدت مرة آخرى لأنتبه إلى الشعر, وكانت المسابقة بالنسبة لي حلم, كنت دومًا أتخيل وجود مسابقة بهذا الشكل, قبل أن تبدأ, خاصة أنها تصنع من الشاعر نموذج مشرف ومحترم, كما أن المسابقة تحول المُشارك, من مجرد شخص إلى نجم ملء السمع والبصر.
وبالتأكيد لم يكن أحد ليعرفني أو يهتم بما أكتب لولا مشاركتي في البرنامج, فهناك شعراء كُثر, ربما أفضل مني, ولكن لا أحد يعلم بهم, فالبرنامج لديه القدرة على تحويل الشعراء من أناس قابعين في الظلام إلى نجوم في المجتمع, مثلهم مثل الفنانين, ولاعبين كرة القدم.

ماذا أضافت لك المسابقة غير الفوز باللقب؟
أضافت لي الكثير, كما أخذت مني, وأبرز ما أضافته هو فرصة الاحتكاك بكل شعراء العرب المهمين, وكل شاعر منهم يضيف بخبرته عقل إلى عقلك, ودنيا إلى دنياك, وحولني من شخص مجهول إلى نجم مجتمع, يعرفني الجميع, وتستضيفني القنوات والصحف, وحققت نوع من الجماهيرية إلى حد كبير غير الإضافة المادية, وهو ما يجعلني أطبع دواويني كما أريد وأخدم موهبتي بشكل جيد, وأخدم غيري من الشعراء, بالطبع من قبل الجائزة المادية كان لدي الاكتفاء المادي, ولكنها أضافت إليّ الشعور بالأمان المادي أيضًا.
إذا وأين الضرر؟
الشهرة لها ضريبتها, فهناك من يتربص بك, ويريد أن يصطاد أي خطأ لك, ويجعلك في حالة ترقب دائمة, وأفكر ’’يا ترى الضربة هتجيلي منين’’, والكثير من الأشياء التي لا أستطيع أن أقوم بها بعد الشهرة, غير أن الوقت لم يعد ملكي, ومجرد الدخول إلى صفحتي الشخصية على ’’فيسبوك’’ يُهدر ما يقرب من 4 ساعات في متابعة التعليقات والرسائل.

كيف أثرت مصادفة فوزك مع عزل الدكتور محمد مرسي على الإحتفاء باللقب؟
الظرف العصيب الذي مرت به مصر, أخذ مني اهتمام الجمهور المصري, فالدقيقة التي تسلمت فيها الجائزة, كانت الدقيقة التي أعلن فيها المشير عبد الفتاح السيسي, خارطة الطريق وعزل مرسي, وأنا شخصيًا كنت مشغول بما يحدث في مصر, وكنت أتمنى أن أتابعه, لكن كان لدي خيار آخر, وهو الإتكاء على مقدرتي في مغازلة لجنة التحكيم, ومعرفة ما يريدونه بالضبط حتى أقوم به, وذلك كي أحصل على بطاقة اللجنة, ولا أعتمد على تصويت الجماهير, التي أعلم أنها مشغولة عني, فقمت بالموازنة بين شاعريتي وكتابة النص الذي أرضى عنه, وفي نفس الوقت أراعي المقاييس التي تُرضي لجنة التحكيم.

ماذا أضافت لك الدراسة في الأزهر كـ ’’شاعر’’؟
بالتأكيد دراسة الأزهر تصقل موهبة الشاعر, ولكنها لا تصنع شاعرا من العدم, حيث الاستفادة من الناحية اللغوية والبلاغية, خاصة وأننا نحفظ القرآن الكريم كاملًا في المرحلة الإبتدائية, وهو ثروة لغوية وفكرية وعاطفية جبارة, ويعتبر كنز يتكئ عليه الشاعر.

وكيف رأيت وجهة نظر المجتمع لك بعد الفوز خاصة أنك أزهري؟
لأني من خارج الجماعة الثقافية التقليدية في مصر وبعيدا عن وزارة وقصور الثقافة, كما أني رجل أزهري, وريفي, لا يعلم أحد عني شئ, وكان اختراق أزهري للمشهد الشعري مفاجًئ لكثير من الناس, معتقدين أن الأزهري لا يستطيع أن يحب أو يتغزل.

ولماذا لم تكرم من وزارة الثقافة, أو جامعة الأزهر؟
جامعة الأزهر ’’ربنا يعينها على اللي هي فيه’’, وكانوا ينوون إقامة احتفال بي, ولكن الظروف لم تسمح بذلك.
أما وزارة الثقافة فلا أجد إلا ان أصفها بالإهمال معي, وللمفارقة, وزير الثقافة نفسه أستاذ معي في نفس الكلية, ومكتب القسم الذي يعمل به مقابل لمكتب القسم الخاص بي.

إلى من تتوجه بشعرك؟
أتوجه إلى من هم مثلي, فشعري لا هو متعالٍ عن الناس, ولا هو سطحي ولزج لدرجة انعدام الثقافة, فأنا واحد من أواسط الناس, ولا أزعم أني أحد كبار المثقفين في الوطن العربي, ولكني أزعم أنني مثقف مهم, رأيي له ثقله وله أهميته.
أحاول أن أراعي في شعري كافة المستويات, فأكتب القصيدة الحلمنتيشي الكوميدية, والشعر العامي, وشعر فصحى, والقصيدة التي تتوجه إلى القارئ النموذجي, ودائمًا ما أسعى أن يغطي ديواني تلك الشرائح.

حدثنا عن مشاركتك بفقرة ’’صالوان أمير الشعراء’’ الأسبوعية ببرنامج عز الشباب.
نختار كل أسبوع اثنين من الشعراء, وأحاول أن أقيمهم بشكل أكاديمي, بناءً على دراستي, بخلاف النصائح الإجتماعية كأخ أكبر لهم, ونحاول أن نمنحهم فرصة الظهور؛ ليعرفهم المشاهدون, ويتابعونهم.
ومعظم الشعراء الشباب يميلون إلى الكتابة بالعامية أكثر, وأتمنى أن يكون هناك توازن بين الاثنين, فلا تندثر الفصحى على حساب العامية أو العكس.
وقد يكون لجوءهم إلى العامية سببه ’’كلكعة’’ الفصحى في الفترة الماضية, فالشعراء كانوا مغرقون في الرمزية, ويُحمِلون شعرهم إشارات ليس للمتلقي علاقة بها, ولا يستطيع أن يفهمها أو يصل إليها, فكانوا كأنما يكتبون لبعض, مما جعل القراء ينصرفون عنهم, ويلجأون إلى الأسهل.

هل يمكن أن يؤدي هذا إلى اندثار شعر الفصحى؟
هذا مستحيل, ولكن من الممكن أن يؤدي انتشار الشعر العامي إلى تحجيم الفصحى, وهو أمر وارد بشدة, وهنا يأتي دور الدولة, والتركيز على الوعي, من خلال وزارة الثقافة, والتربية والتعليم, والإعلام, وتوضيح أهمية الحفاظ على قوميتنا وهويتنا, حتى يقدر الناس لغتهم القومية, فالعرب الأمة الوحيدة التي لا تحترم لغتها, ونشعر بالخجل إذا تحدثنا بلغتنا العربية, وكأنها لغة الجاهلية.

كيف تساهم طريقة الإلقاء في زيادة رواج الشعر؟
الإلقاء الجيد فن إضافي على فن الشعر, فالشاعر الذي يكتب جيدًا يختلف عن الشاعر الذي يؤدي بشكل متميز, والأبقى هو الشعر بالتأكيد, ولكن هذا لا يمنع أن يطور الشاعر من طريقة إلقائه, فهناك من تميزهم طريقة الإلقاء, مثل الشاعر هشام الجخ, الذي لا نًنكر تجربته في الإلقاء, على الرغم أن شعره ضعيف, ولا يمكن مقارنته بشعراء آخرين مثل أحمد بخيت, فالمسافة بينهما بعيدة تمامًا.

ما الذي ينقص الصعيد حتى تأخذ مواهبه الفرصة الكافية للظهور ؟
(أجاب مستنكرًا) ماذا يوجد في الصعيد أصلًا؟, الصعيد بالأساس بيئة طاردة, إذا كان الصعيد ’’فيه أكل عيش’’, وإذا كانت الدولة تهتم به, فما الذي يضطر الصعايدة إلى مغادرته, والبحث عن عمل في القاهرة, ’’هما غاويين غُربة!’’, فالمواطن البسيط هناك يسافر إلى القاهرة ويترك عائلته وأولاده لشهور كي يعود إليهم بـ 50 جنيه ’’الناس غلابة جدَا في الصعيد’’.
وفي الصعيد لا توجد رفاهية أن يطبع شاعر ديوان, أو أن يلقى اهتمام, ولا يجد فيه البسطاء رفاهية شراء بنطلون وقميص كي يظهر بهم على قناة, الناس مطحونة في الصعيد, هناك من هم تحت خط الفقر بخط فقر آخر.

وما الحل من وجهة نظرك لمواجهة مشكلات الصعيد الثقافية؟
الموضوع معقد للغاية, فوزارة الثقافة لا تستطيع أن تعمل بعيدًاعن باقي الوزارات, فأقصى ما يمكن أن تفعله هو قصر ثقافة وندوات, ولكن دورها وواجبها ليس بعيدًا عن دور الوزارات الآخرى, فلا توجد تنمية ثقافية منعزلة عن الجوانب الآخرى.
قبل أن أهتم بالمبدع كمبدع, يجب أن أهتم به كبني آدم, والشاب الذي أسعى أن أنميه كشاعر يجب أن ابني له منزلا وأوفر له وظيفة وعلاج, وأساعده على تكوين أسرة, وأمهد له طريق يسير عليه, ووسيلة مواصلات جيدة, وكل هذه أمور يجب أن تفكر فيها الدولة, وتسعى لتوفير الوسائل التي تجعله آدميًا قبل أن يكون شاعرًا.
وإذا تحسنت ظروف الصعيد الإقتصادية والإجتماعية, لن نكون في حاجة إلى قصور الثقافة, فالناس ستبدأ بالإهتمام بتطوير نفسها, وإحداث زخم ثقافي وحدها, ولكننا ندور في دائة مفرغة, وحكومات فاشلة تورث بعضها, ومتمسكين بالفشل وقابضين عليه, وكأننا نخشى أن نتخلص منه.

وهل تناول أحد أشعارك في مقالاته؟
كان أحد النقاد الدكتور محمد جاهين بدوي تحدث عن الدواوين, التي أصدرتها, وكتب مقال عن تأثير المرجعية القرآنية في شعر علاء جانب, مما يعني أن حفظنا للقرآن الكريم في صغرنا جعله أحد الروافد الثقافة والفكرية, وعندما يمتد نهر القصيدة يجب أن يأخذ من القرآن الكريم.

رؤيتك للأحداث السياسية التي تشهدها الساحة المصرية؟
الصورة ملتبسة الآن, فالأحكام متضاربة وثورة يناير كان جزء منها الإخوان مع الشعب, وثورة 30 كان جزء منها كارهي ثورة يناير أو الفلول مع الشعب أيضًا, ولهذا هناك التباس جعلنا لا نستطيع أن نصدر حكمًا صحيحًا, فهل يا ترى الإخوان جماعة إرهابية, أم التاريخ سيكتبه المنتصرون, أم أننا نريد أن نصنع منهم جماعة إرهابية الآن؟
بنسبة 80% الحكم ضد الأخوان, ولكن تظل هناك 20% تؤكد أنه هناك أناس كانوا يريدون لجماعة الإخوان أن تفشل, وهل يعقل أن أتباع مبارك سيتركون الحكم للإخوان أو للشعب.
وكما قلت أن الشعب كان مشارك في الثورتين, وشارك معه أصحاب المصالح سواء الإخوان أو الفلول, فأصحاب المصالح هؤلاء, هم من لهم المصلحة في الأعمال التي شهدتها جامعة الأزهر, الإخواني لأنه يريد استعادة مجده بعد أن وقف بهم التاريخ عند عزل مرسي, واحتمال أن يكون الفلول هم المتعمدون إعطاء انطباع أن الإخوان هم من يفعلون ذلك.

هل تؤيد فكرة أن الطلبة هم سبب الشغب؟
لسنا متأكدون هل من قام بهذه الأفعال طلبة الأزهر فعلًا أم لا, ’’إحنا شوفنا العجب في السنة دي’’, وما أعرفه أن طلبة الأزهر لم يكونوا عمرهم بهذا العنف, ويدخلوا الجامعة بالطبل والزمر, ويهينوا عميد الكلية, من يفعل ذلك لا يمت للأزهر بصلة, حتى وإن درس فيه ونحن لا نعلم من هؤلاء فلا أحد حقق مع هؤلاء الطلبة, عرف هويتهم ولكن أفعالهم كانت غير منطقية أو ثورية أو وطنية, لكن من هم ولصالح من يعملوا؟ لا نعرف.

الموضوع الأصلي من هنا.

عبارات الحوامدية والبدرشين تفتقد الصيانة والآمان




**معدية الحوامدية.. حكومية بتسعيرة موحدة
**الركاب: المعديات الأرخص والأسهل وينقصها الأمان
**معدية البدرشين..تعديات على نهر النيل وتسعيرة مرتفعة

جنوب الجيزة: هدير حسن خليل
نشر بتاريخ 2 أبريل 2014

أقل من 15 دقيقة كفيلة أن تنقلك من البر الشرقي إلى البر الغربي للنيل، وأنت على متن أرخص وسائل المواصلات، تلك “المعدية” التي دومًا ما يُشاع عنها أنها راعية رسمية للحوادث، خلال هذه الدقائق المعدودة يكتم بعض الركاب أنفاسهم خوفًا من مصير مجهول، والبعض الآخر يقف على حافة المعدية بجرأة دون مبالاة.

تظهر في كل مدينة حاجة الأهالي بطول نهر النيل إلى “معدية” تنقلهم إلى الضفة الآخرى، توفيرًا للوقت، والمجهود، وأغلب هذه المعديات مملوكة للأهالي، والقليل منها تشرف عليه الحكومة.

وتعد عبارة الحوامدية هي العبارة الحكومية الوحيدة، ووسيلة للحد من التكدس المروري الذي كاد أن يعصف بكوبري التبين- المرازيق، بخلاف أنها وسيلة مواصلات رخيصة.

معدية الحومدية الحكومية
ولكي تنتقل بمعدية “الحوامدية” جنوب الجيزة، إلى “المعصرة” قرب حلوان التابعة لمجلس مدينة الحوامدية، فعليك أولا أن تتفادى تكدس “التكاتك” بمدخل المعدية، والتي اتخذت من أمام مرسى المعدية مستقرا لتحميل الركاب العائدين.
أفضل ما يمكن وصفه في تلك المعدية، أنك بمجرد مرورك ببوابة الدخول يستوقفك بائع التذاكر لتدفع 25 قرشًا فقط مقابل الفرد الواحد.

منذ عام 1988، اتبع أصحاب المعديات نظام التبادل، أي أن تتبادل عبارتان للعمل بالتناوب ذهابا وإيابا، وحتى اليوم مازال هذا النظام قائما.

تبدأ العبارتان بالعمل، يوميًا، مع دقات الساعة السادسة صباحًا، وآخر رحلاتها تتم في تمام الحادية عشر مساءً، وطوال هذه المدة يرتاد المعدية صنوف عديدة من البشر، لهم مآرب مختلفة، وكانت هي وسيلتهم الوحيدة، ويجاورهم الباعة الجائلين، والسيارات بمختلف أنواعها وأغراضها، بدءًا من النقل إلى الملاكي حتى “التوك توك”، والموتوسيكل، حيث تنقسم المعدية إلى مقاعد مخصصة للركاب، وساحة للسيارات، يفصل بينهما سور حديدي مفرغ، يبلغ طوله متر تقريبًا، هذا بخلاف الحجرة المرتفعة عن سطح المعدية، والخاصة بالقيادة.

حل لأزمة المرور
تجولت “المندرة” بين ركاب معدية (الحوامدية -المعصرة)، حيث وقفت “أم سلامة” احدى سكان العياط في انتظار ركوب المعدية التي تعتبرها وسيلة مواصلات أسهل وأسرع كثيرًا عن السيارات والميكروباص.
يقول حسن مهدي، سائق سيارة نصف نقل، أنه قادم من مدينة البدرشين، حاملًا سلع وبضائع إلى المعادي، والمعدية الوسيلة الأفضل لذلك، بدلًا من ارتياد كوبري التبين- المرازيق، الذي يبُعد مسافة طويلة عن مبتغاه، متمنيا وجود كوبري يربط بين المنطقتين للتستر على الركاب.

أما “ن.هـ” مندوبة مستلزمات طبية، أكدت أنها تستخدم العبارة منذ عام ونصف لتنقلها من المعصرة إلى الحوامدية، حيث مقر عملها، مؤكدة أن المعدية توفر وقت ومجهود كبيرين، إلا أن مشكلة العبارة أنها وسيلة نقل للبشر إلى جانب السيارات مما قد يتسبب في توتر الركاب من أن تنزلق إحدى السيارات.

أما محمد رمضان فيُفضل ركوب المعدية في طريقه لشراء بعض المستلزمات التي تخص محل عمله، مؤكدًا أن تعطل سيارة على كوبري التبين- المرازيق، كفيل بتوقف الطريق لساعات، في حين أن المعدية توفر كثير من الوقت.

الأرزاق على الله
ولأن ظاهرة الباعة الجائلين تفشت في جميع وسائل المواصلات، استوقف حديث أم سلامة، طفل لا يتعدى التسع سنوات من عمره، ليعرض بضاعته على الركاب متحدثا بكلمات غير واضحة وصوت مرتفع.

وأكد الطفل “حامد” أنه يأتي من المنيب إلى الحوامدية ليبيع “الفول السوداني” في المعدية حتى بعد أن يعود من مدرسته التي لا يعلم في أي مرحلة يدرس فيها، وبكلمات تحمل الفخر قال “أنا ببيع من عرقي أحسن ما أشحت، عشان أبويا مش موجود، وأمي عاوزه مصاريف”.

ويصعد العبارة العديد من الباعة الجائلين بخلاف حامد، أغلبهم أطفال، يبيعون المناديل الورقية، والحلوى، وغيرها من السلع.

الحاجة للصيانة الشاملة
كان للعاملين بالعبارة وجهة نظر أخرى، حيث أشار فتحي سيد مساعد ميكانيكي بالمعدية، أن العبارات لا تتوافر بها إمكانات الأمن اللازمة، وتحتاج إلى صيانة شاملة، وحل مشكلة الباعة الجائلين والمتسولين الذين لا تخلو منهم أية عبارة.

وأضاف سيد أن مجلس المدينة عندما يرسل الصيانة للمعدية، لا تتم بالشكل المطلوب فتبقى المشكلة قائمة دون تغيير، بالإضافة إلى أن المجلس قد يستغرق مدة طويلة في دراسة طلب الصيانة نفسه، منوها أنه طالب كثيرا بتوفير الأمن بوجود نقطة شرطة داخل مرسى المعدية من قسمي حلوان والحوامدية، ولكن لم يجد ردا.

أما عجمي كمال الدين، سائق العبارة، أو كما يُطلقون عليه “الريس”، يجلس داخل حجرة القيادة، تحدث لـ “المندرة” عن 27 عامًا قضاها في المعدية، وعن تكدسها في ساعات الصباح الأولى من السابعة إلى التاسعة، أوقات ذهاب العمال والموظفين إلى أعمالهم.

ويؤكد أن العبارة تستطيع أن تحمل 150 راكبا، و120 طنا، أي 15 سيارة، رافضا فكرة إنشاء كوبري بين المدينتين معتبرًا المعدية أحد مصادر الدخل للكثيرين، مشيرا إلى وجود أعمال بلطجة تمارس ضد المعديات.

ومن جانبه، نوه المهندس شعبان عثمان، مسئول صيانة العبارة، إلى وجود صيانة دورية على العبارتين كل يوم جمعة، بالإضافة إلى الصيانات الطارئة، موضحًا أن 90% من المعديات الموجودة بطول النيل يمتلكها أهالي.

محمد زغلول، مدير عام مشروع العبارة بالحوامدية، يؤكد أن العبارة تتوفر بها وسائل الأمان، وأنها فقط تحتاج إلى نقطة شرطة ثابتة شرقًا وغربًا، إلا أنه لم يأتِ الرد على هذا الطلب إلى الآن، حيث أن العبارة تعاني من ازدحام مرسى رغم وجود مواقف خاصة بوسائل المواصلات الأخرى.

وعن تسعيرة الركوب، أوضح زغلول أن التسعيرة للفرد 25 قرشًا، وللتوك وتوك 1.5 جنيه، وللموتوسيكل 2 جنيه، وربع النقل فارغ 2 جنيه، وإذا كان محملًا 2.5، والسيارة الملاكي 2.5، والسيارة نصف النقل 5 جنيهات، 6 جنيهات إذا كان بها حمولة، وللسيارة النقل الكبيرة 10 جنيهات، وتستهلك العبارتين 700 لتر سولار يوميًا، و400 كيلو زيت شهريًا للمكن والأجهزة.

معدية البدرشين.. ردم للنيل
أما معدية البدرشين المملوكة لـ “سعيد المتناوي” التابع لأحد عائلات البدرشين، كان الوضع فيها مغايرا تمامًا، فلا توجد بوابة للدخول أو تذاكر للركاب، وتصل بين مدينتي البدرشين وحلوان.

أول ما تلاحظه أثناء انتظار وصول العبارة هو عملية ردم النيل بالطوب الأحمر بشكل يومي يوثقها وجود كومة متوسطة الطول من الطوب الأحمر، كما أن انتظار وصول العبارة قد يتخطى الـ 20 دقيقة.

توجد عبارة واحدة، وتوجد رقابة من الملاحة النهرية عليها بشكل يومي لصيانتها، وتعمل منذ 10 سنوات من السادسة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، كما يؤكد صاحبها، وتستطيع أن تحمل من 50 إلى 100 فرد، وما يقرب من 20 سيارة.

تختلط مقاعد الركاب بساحة وقوف السيارات داخل العبارة، حيث لا فاصل بينهما، ويقوم أحد العاملين بالمرور على الركاب، فور تحرك العبارة، ليجمع أجرة الركوب، وهي 50 قرشًا، والتي تتفاوت من قبل ناقلي السيارات والتوك توك، ويتركها صاحب العبارة غير موحدة على ألا تقل عن 2 جنيه.

“أم أحمد”، بائعة مناديل بالعبارة منذ 3 سنوات، أكدت أنها عملت قبلها بمعدية الحوامدية لمدة 5 سنوات، ولكن كان الباعة الآخرين يضايقونها فلجأت إلى العمل بمعدية البدرشين.

قال محمود المتناوي إن ترخيص الملاحة البحرية هو ما يهم أصحاب العبارة، وأنهم يعتبرون العبارة آمنة أكثر من وسائل النقل البرية الأخرى.

وتركب أم ندى معدية البدرشين على فترات طويلة، وترى فيها “مواصلة مريحة وكويسة، كأنها فسحة”، بينما يستخدمها عبد التواب محمود يوميًا، في ذهابه لعمله في البدرشين، وبالنسبة له هي الوسيلة الأنسب.

وتشعر صبيحة عبد الرؤوف بالقلق من عمليات ردم النيل، مؤكدة أنها تلاحظ تعدي تلك العمليات وتقليصها لنهر النيل، وتضيف مازحة “لغاية ما هيردموا المساحة اللي بين الضفتين وناخدها إحنا مشي بقى”.

الموضوع الأصلي من هنا.


مقار الإخوان تتحول لشقق مهجورة وحضانات للأطفال


**صاحب عقار بالحوامدية: من ساعة ما مرسي اتشال وأنا قلت للإخوان محدش يجيي المقر
الأقصر: أسماء أبو بكر صادق
جنوب الجيزة: هدير حسن
نشر بتاريخ 10 مارس 2014

في أواخر حكم الرئيس المعزول، الذي أنهته أحداث 30يونيو، كانت مقرات جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، هي متنفس الغاضبين، سواء بالاقتحام أو الحرق، إلى أن أصبح مصيرها غير معلوم، وخصوصا بعد إعلان الحكومة بأن الجماعة هي جماعة “إرهابية”، وبالتالي تُصبح مقراتها ومقرات الحزب أيضا أوكار إرهابية.

اتجهت “المندرة” لهذه المقرات للوقوف علي ما وصلت إليه بعض هذه المقار علي أرض الواقع، وكان الحال كالآتي إذ تحول بعضها إلى شقق سكنية، حضانة، أو مجرد مكان مهجور.

“المقر أصبح عبء مادي علينا” هكذا قالها أحمد شقير، المسئول الإعلامي لحزب الحرية والعدالة بالبدرشين، مضيفا أن مقر حزب الحرية والعدالة تحول إلى شقة فارغة لا يقطنها أحد، بعد أن أُزيلت من على أبوابه بوسترات الحزب ودعايته لمرشحينه، ووضح شقير، أن أمانة الحزب بالمدينة قررت تفريغ المقر من محتوياته بعد 30 يونيو، نتيجة للتهديدات المستمرة بحرقه من جانب رجال الحزب الوطني.

ومن ناحية تجارية، تحول مقر الحزب بمدينة الحوامدية إلى شركة سياحة، وأكد صاحبها أنه بدأ العمل فيها من شهرين، وكان المقر عبارة عن شقة بعقار في موقف السهران بالمدينة، وبالتواصل مع ماهر البحيري، مدير العقار، قال إن مسئولي الحزب توقفوا من بعد 30 يونيو عن دفع إيجار المقر، وعندما طالبهم به، أخبروه برغبتهم في ترك الشقة، وهو ما حدث منذ 4 أشهر، وأضاف البحيري “من ساعة ما مرسي اتشال وأنا قلتلهم محدش يجي المقر، ولولا إن الأهالي عارفين أني مش تبع الإخوان كانوا حرقوا المقر”.

وفي الصف، أصبح مقر حزب الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان المسلمين، حضانة للأطفال، يملكها طلعت جاد عبد المولى، الذي أوضح أن الإخوان قاموا بإخلاء المقر بمجرد رحيل الرئيس المعزول محمد مرسي، وكان ذلك في شهر يوليو، خاصة بعد غضب الأهالي عليهم، ورفضهم لوجود المقر.

وتحدث أحمد مصطفي، صاحب العقار، الذي استأجرت جماعة الإخوان المسلمين أحد شققه، في الأقصر، عن سلوكيات أعضاء الجماعة، وقت وجودهم، وأكد على حسن سلوكهم معه، وأنه لم يُصدر منهم أي أمر سئ، وأنه على الرغم من توجيه السباب والألفاظ المهينة لهم كانوا لا يردون عليها مطلقًا.

وبعد ما آلت إليه الأوضاع السياسية بعد 30 يونيو، قام مصطفى، صاحب العقار، بإخبار محمد موسى، مسئول الجماعة بالأقصر، بضرورة إخلاء المقر، وهو ما حدث بعد ثلاثة شهور، وقام صاحب العقار بإعلان خلو المبنى من مقر الجماعة حتى يتجنب الاعتداءات، وذلك بلافتة كتب عليها “تم إخلاء المبنى من مقر الإخوان المسلمين”، واستأجرت المقر مؤخرًا جريدة بالأقصر.

الموضوع الأصلي من هنا.


"الشيخ عاطف".. رجل الشارع الذي اجتاحته الأمراض ورفضته المستشفيات


الصف: هدير حسن
نشر بتاريخ 22 فبراير 2014

نمر بهم متجاهلين وجودهم، الشوارع بيوتهم، ولا يملكون غيرها، لا أهل لهم، ولا قريب يسأل عنهم، ملابسهم المتسخة تُشعر بعض المارة بالاشمئزاز، أغلبهم لا يملك القدرة على الكلام، ولا يعرف كيف يعبر عما يريده سوى بصوتٍ عالٍ، وكلمات غير مفهومة.

بعد أن نعتاد وجودهم في أحيائنا لسنوات، فجأة يختفون، ولا نعلم أين ذهبوا. ‘‘عاطف’’، أو كما يلقبه أهالي مدينة الصف، جنوب الجيزة، الشيخ عاطف، أحد هؤلاء الهائمين في الشوارع، يقطن داخل ‘‘عِشَّة’’ صغيرة بأحد شوارع المدينة، متأخر عقليًا، ولا يستطيع الكلام.

لاحظ الأهالي أنه يمكث داخل عشته لأيام ولا يخرج منها، بعد أن كان دومًا يشير للمارة برغبته في سيجارة أو اثنين، ويهاجم أي شخص يحاول القرب منه، حيث لم يعتادوا على هذا الهدوء منه قبل ذلك، وتسرب الشك إليهم، واعتقدوا أنه مات.

قام الأهالي بنقل عاطف إلى مستشفى الصف المركزي، بعد أن دخلوا عليه عشّته ووجدوه في حالة إغماء، وكان ذلك يوم الأربعاء، الخامس من فبراير الحالي، لكن لم تقدم له المستشفى ما يسعفه، فحالته متأخرة ويحتاج إلى إمكانيات أكبر لا تملكها، فطلب الأهالي الإسعاف لتحويله إلى مستشفى قصر العيني.

ويحكي مصطفى عبد الرسول، أحد أهالي المدينة، وأحد المهتمين بحالة عاطف، كيف ذهبوا إلى مستشفى قصر العيني ورفضت دخوله، ومنها إلى ‘‘أحمد جلال’’، التي رفضت استقباله أو إسعافه، وهكذا فعلت مستشفيات المنيرة، والحسين الجامعي، ليعودوا به مرةً أخرى إلى مستشفى الصف، التي حاولت أن تقدم ما لديها من إمكانيات تساعد حالته، فعلقوا له المحاليل، مما ساهم، إلى حدٍ ما، في استعادة وعيه، وبقي بها حتى الآن.

يعاني “عاطف” من التهاب رخوي حاد بالقدمين والظهر، بخلاف خمول الكبد، ولأن “عاطف”، الذي قد يكون هذا ليس اسمه الحقيقي، مرت عليه السنوات، وهو يرتدي نفس الملابس دون أن يغيرها، وكان البنطلون الذي يرتديه، قد انفصل “استكه” واخترق جسده بعمق 5 سنتيمرات، مما أحدث شبه انفصال لجزئه السفلي عن العلوي.

حاول مصطفى وأهالي المدينة أن ينقلوا عاطف إلى مستشفى المدينة المنورة الخاصة بأطفيح، ولكنها رفضت أيضًا، وأكدت أن حالته تحتاج إلى عزل. يشعر مصطفى بالأسف تجاهه، ويقول ‘‘عاطف كان جسمه مليان، مكنش رفيع كده أبدًا، وكان دايما يهيج على أي حد يحاول يقرب منه، ومعنى سكوته وهدوءه كده إنه خلاص بيموت’’.

يحتاج عاطف إلى أدوية لا توجد بمستشفى الصف، ولا حتى بالمدينة كلها، وجلبها يحتاج إلى السفر للقاهرة، غير أن سعرها مرتفع، يفوق أحيانًا ما يساهم به أهالي المدينة، لذا يتمنى المشفقون منهم على حالة عاطف، وعلى رأسهم مصطفى، أن يساهم أحد في التكاليف.

الموضوع الأصلي من هنا.


كوبري البدرشين الجديد يواجه اعتراضات الأهالي وإنذار ‘‘بتروجاس’’ وطعن قضائي



**الأهالي: الكوبري حكم إعدام علينا.. وخراب بيوت لناس كتير

البدرشين: هدير حسن
نشر بتاريخ 17 فبراير 2014

بعد أن قررت القوات المسلحة، في سبتمبر الماضي، تشييد 3 كباري بمحافظة الجيزة، وكلفت بهم شركة المقاولين العرب، على أن يكون واحدَا منهم بمدينة البدرشين، جنوب الجيزة، بهدف تقليل الكثافة المرورية، والحوادث المتكررة على مزلقانات المدينة، ومن وقتها، لم يهدأ لأهالي البدرشين بال، منتظرين جلسة الحكم التي ستُعقد غدًا لتحديد مصير الكوبري.

عملية بناء الكوبري، التي تجري الآن على قدم وساق، كان من المفترض أن يرحب بها أهالي المدينة، كونها ستزيح عنهم مخاطر المرور عبر المزلقانات من الجهة الشرقية إلى الجهة الغربية بالبدرشين، بخلاف أنها ستقلل من حوادث القطارات، والاصطدام بالمواطنين العابرين، حيث كانت آخر حادثة قطار بالبدرشين في يناير من العام الماضي، وراح ضحيتها 18 مجندًا، إلا أن الكوبري لاقى اعتراضًا من عدد ليس بقليل من الأهالي.

ووصل رفض المحامي محمد الخطيب، أحد أهالي البدرشين، لإنشاء الكوبري، إلى رفعه دعوى، بمشاركة المحامي عمرو فضل شلبي، ضد رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ونائب رئيس الوزراء، ووزير النقل، ووزير الإسكان أمام مجلس الدولة، وتطالب الدعوى بوقف قرار بناء الكوبري.

ويقول المحامي عمرو فضل شلبي، أحد المحامين رافعي الدعوى، إن الكوبري سيؤدي إلى أزمة بالمدينة، واختناقات مرورية للداخل إليها والخارج منها، وإن قانون التخطيط العمراني لسنة 1982 يُقر في مادته الثالثة، اشتراط أخذ رأي المواطنين في أي مشروع عمراني، عبر عرضه بالوحدة المحلية ليبدوا آراءهم فيه، ووصف عمرو القرار بـ ‘‘الهمايوني، ويتعارض مع مصالح ناس كتير’’، مشيرًا إلى انعقاد جلسة الحكم غدًا.

الكوبري سيصل بين شارع الشهيد محمد عبد الكريم المتناوي، المعروف بشارع بورسعيد، وشارع مصر أسيوط البطئ، مارًا بالمزلقان الثاني بالمدينة، ولهذا يرى علاء عثمان، صاحب محل أدوات منزلية بشارع مصر أسيوط البطئ، أن اختيار عمل الكوبري بهذا المكان لم يكن موفق، لأنه سيمنع توافد المشترين على البدرشين، البلد التجاري، ويقول ‘‘الشارع ده روح البلد، وقفله بالكوبري هيخرب بيوت ناس كتير، وفي ناس باعت وبتصفي محلاتها، والمفروض كانوا يوسعوا المزلقانات’’.

ويضيف أن الكوبري هدفه إزاحة عبء عن الحكومة فقط، وليس خدمة المواطنين، حيث سيريح الحكومة من المساءلة عن الحوادث التي تشهدها المزلقانات. ويقول مواطن آخر، رفض ذكر اسمه، ‘‘إحنا بقالنا سنين بنهاتي عاوزين كوبري بين البدرشين وحلوان، وعملوا كوبري إحنا مش محتاجينه ولا عاوزينه، كانوا يوسعوا المزلقانات أحسن’’، ويرى أن وجود الكوبري، الذي يعني إغلاق المزلقانات، سيحجم حركة الأهالي بين جانبي المدينة، وإذا كانت كباري المشاه ستكون وسيلة، فهي لن تكون كذلك لكبار السن، الذين سيكون كوبري المشاه شاق بالنسبة لهم.

وكان إبراهيم درويش، مقاول، قد رحب بإنشاء الكوبري قائلا ‘‘هيقلل حوادث كتير، وطبيعي تلاقي ناس كتير رفضاه عشان هيجي على مصالحها’’، واتفق معه عبد النبي بدير، سائق، في أهمية الكوبري للمدينة، لكنه رأى أن الحكومة كان يجب أن توفر بديلًا للمرور، وقال ‘‘البلد مخنوقة، وعشان تعملوا الكوبري متقفلوش البلد كده، إدوني طريق أعدي منه’’.

وقدم الأهالي عددًا من المقترحات لتغيير مكان بناء الكوبري، الذي تم الحفر لإنشائه بالفعل، واطلعنا على بعض هذه المقترحات من أحمد أمين، عضو مجلس محلي سابق، وصلاح الجعودي، رئيس اللجان الشعبية بالبدرشين، وتتلخص المقترحات في: إنشاء كوبري بديل بمدخل المدينة، أمام المستشفى المركزي، ومنه إلى شارع عباس عناني، أو من شارع بن حزم إلى شارع عمرو بن العاص، المعروف بشارع مصر أسيوط البطئ، مع فتح النفق المغلق، الموجود أمام مجلس مدينة البدرشين، وتم إغلاقه بعد تراكم القمامة والنفايات به، ويكون هدفه تسهيل عبور المشاه.

يقول أحمد أمين، أحد الأهالي وعضو مجلس محلي سابق، إن بناء الكوبري بالشكل الحالي بمثابة ‘‘حكم إعدام على البدرشين’’، وأكد إرساله برقيات إلى محافظ الجيزة بهذا الشأن، ولكنها لم تجد سوى الوعد بإعادة النظر، وهو ما لم يحدث بدليل استكمال بناء الكوبري، واعتبر أن بداية البناء خسارة كبرى لأنه سيعيق الحركة داخل المدينة بالكامل.

منير أنور، رئيس مدينة البدرشين، قال إن الاختناقات المرورية بالمدينة بسبب الكوبري أمر طبيعي، لأنه في مرحلة البناء، وبعد انتهائه سيسهل الحركة، وأضاف أنه ‘‘مشروع قومي، ولو كان هيضر الناس مكنش اتعمل، لأنه مش معمول اعتباطًا أو بالحظ’’، وأوضح أن هدف المشروع هو الحد من المرور على قضبان القطار، وفيما يخص اقتراحات الأهالي قال منير ‘‘الاقتراحات ستؤخذ في الاعتبار، ومن الممكن أنها تكون خطط بديلة في المستقبل’’، وأكد أن المشروع سينتهي خلال سبعة أشهر.

وإلى جانب اعتراضات الأهالي، تواردت أيضًا أنباء عن إرسال إنذار لمحافظ الجيزة من شركة بتروجاس، يحذر من أن إنشاء الكوبري، بالطريقة الحالية، سيؤثر على خطوط الغاز، المحددة بالمكان منذ عام 1991، وتمتد من قرية طموة إلى دهشور، وتأكدت ‘‘المندرة’’ من وصول هذا الإنذار من أحد المصادر، الذي نحتفظ باسمه.

ولكن نفت نهلة جمال الدين، مسئول العلاقات العامة والإعلام بمحافظة الجيزة، وصول إنذار من الشركة، وأكدت أن أي مشروع قبل البدء فيه، تنعقد جلسات تنسيق مع كافة الأجهزة المعنية بالمرافق من مياه وصرف صحي وكهرباء وغيره، وأضافت أن المشروع يسير وفقًا لما هو مخطط له دون أي عقبات.

الموضوع الأصلي من هنا.


مستشفيات جنوب الجيزة: إهمال.. سوء إدارة.. قلة نظافة




**أطباء التخدير والأشعة غير موجودين بأطفيح.. والمدير ينفي

الجيزة: هدير حسن
نشر بتاريخ 4 فبراير 2014

داخل أروقة المستشفيات الحكومية، ومع ما تلمسه بيديك وتراه بعينيك، لا تعلم أيهما المشكلة الرئيسية، هل هي الميزانية المخصصة لتلك المستشفيات، أم أنه سوء الإدارة. وبعد أن أعلنت وزارة الصحة عن نيتها افتتاح مستشفيات طوارئ جديدة بعدد من المدن من بينها (البدرشين، والعياط، وأطفيح)، بالإضافة إلى افتتاح مستشفى جديد بمدينة الصف، منتصف فبراير الجاري، قامت ‘‘المندرة’’ بجولة داخل تلك المستشفيات وخارجها، حيث الأهالي والمرضى، الأكثر احتكاكًا بها، والأجدر بتقييم ما تقدمه من خدمة.

بدأت الجولة من مستشفى البدرشين المركزي، حيث كان الأهالي قد عَبّروا منذ ما يقرب من سنة، وقت حادث القطار الذي كان يقل الجنود، عن احتجاجهم على ما تقدمه المستشفى من خدمة، واعتبروها دون المستوى، مما جعل إدارة المستشفى تعلن عن نيتها في تطوير الخدمة، وفتح مستشفى للطوارئ في فبراير من العام الماضي، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

داخل جنبات مستشفى البدرشين، الأفضل حالًا من بين مستشفيات جنوب الجيزة، كانت لنا زيارة منذ عام مضى، حاولنا أن نقارنها بزيارتنا هذه المرة، التي كانت مختلفة، فالمستشفى المكونة من ثلاثة أدوار، كان الدور الثالث بها يحوي غرف وردهات مغلقة ومهجورة تراكمت عليها الأتربة واتخذتها القطط ملجأ لها، وخلا زيارتنا في الأسابيع الماضية، كانت إدارة المستشفى تعمل على تجديد تلك الغرف واستغلالها بشكل أفضل.

وقال الدكتور نصر توفيق، مدير مستشفى البدرشين، إنه تولى الإدارة في نوفمبر الماضي، وكانت أولى الخطوات التي اتخذها، استكمال بناء وتجهيز مستشفى الطوارئ، التي توقف العمل بها منذ سنتين في ظل وجود الإدارة القديمة، حسبما يؤكد، ‘‘لمّا بدأنا الشغل فيها كانت التشطيبات جاهزة خلال 10 أيام، وتم توريد الأجهزة في 3 أيام’’، على أن تقدم مستشفى الطوارئ الجديدة خدمة العناية المركزة لأول مرة بالبدرشين، وإجراء تحاليل وعمليات جراحية بشكل منفصل عن المستشفى المركزي.

وتحدث توفيق عن زيادة ميزانية المستشفى إلى أربعة أضعاف، واعتماد مديرية الصحة بالجيزة 590 ألف جنيه لصيانة الأجهزة ودعم الأدوية القابلة للزيادة، وأضاف أن الشكاوى القديمة حول المستشفى عولجت، وفيما يخص عدم وجود جهاز أشعة مقطعية، قال توفيق ‘‘إحنا مستشفى مركزي طبيعي ميكونش فيه جهاز زي ده، لكن مستشفى العياط فيها جهاز أشعة مقطعية، وكل ما نكلمهم عشان نبعت حالات محتاجة لهناك، يبلغونا أنه مفيش أطباء وفنيين مدربين للعمل عليه’’.

وقبل بدء جولتنا داخل مستشفى العياط المركزي، التي تقع على بعد 500 متر من محطة القطار، تقربنا أكثر من تجارب أهالي المدينة مع المستشفى، التي لم يعلم أحد أنها ستفتتح مبنى جديد للطوارئ، منتصف فبراير الجاري.

وكان أحد أهالي العياط، صاحب محل إكسسوارات وحُلي، أطلق على نفسه اسم ‘‘مواطن مظلوم’’، وقال بمجرد سؤاله عن المستشفى ‘‘دي مش مستشفى أصلًا، ومفيش أي رقابة عليها عشان بعيدة، ده في جهاز أشعة مقطعية مش شغال غير يوم واحد في الأسبوع’’، حيث رأى أنها تعاني من الإهمال، وأنه دومًا ما يلجأ إلى المستشفيات الخاصة إذا مرض أحد من أبنائه.

وقالت منى محمد، بائعة خضروات، إن الأطباء يعاملوهم بطريقة غير لائقة، ويتعالون عليهم، غير أنهم يطلبون منهم صرف الدواء من الخارج، مضيفة ‘‘مفيش تنظيم، ولا نظافة، والزبالة موجودة في كل مكان، وواحدة قريبتي راحت تعمل عملية لوز، قالولها روحي مستشفى الزهراء الخاص’’.

ومن الأطباء عانى أيضًا عبد العزيز أحمد، 65 سنة، الذي قال ‘‘أنا كان عندي بروستاتا، ولما روحت أعملها الدكتور قال لي تعالى لي العيادة، وهعملهالك، غير أن أي إشاعات مفيش، والمستشفى بتكون قافلة بالليل’’.

داخل المستشفى، التي تتكون من طابقين فقط، وتتميز باتساع مساحتها عرضًا، بدأنا جولتنا من الاستقبال إلى العيادات الخارجية، ولاحظنا أن القطط تتجول بحرية داخل المستشفى، دون حتى أن تجد من يطاردها أو يرفض وجودها.

أبرز الأقسام التي تلمح فيها الإهمال داخل المستشفى هما الولادة، والغسيل الكلوي، مثلها مثل أغلب مستشفيات جنوب الجيزة، كما أن التنقل بين جنبات المستشفى كان أمرًا سهلًا، حيث لا يوجد من يعترض طريقك، أو يسألك عما تفعل، لدرجة أنه يمكنك أن تدخل كافة أقسام المستشفى دون رقيب، كما أن أرضية المستشفى يعاني بعضها من عدم الاستواء، وكأنها تتهيأ للانشقاق.

خارج البوابة الرئيسية للمستشفى، لمحنا مبنى أفضل حالا، أكد العاملون أنه مبنى الطوارئ الجديد، المنتظر افتتاحه. وأكد الدكتور ممدوح الحسيني، مدير المستشفى، في رده على شكاوي الأهالي، أن جهاز الأشعة المقطعية يعمل بشكل مستمر، نافيًا ما قاله مدير مستشفى البدرشين عن عدم وجود فنيين وأطباء قادرين على التعامل مع الجهاز، وأوضح توافر الأطباء على مدى 24 ساعة، وأنهم يعملون في أي وقت، وتحدث عن قدرة المستشفى على إجراء الجراحات العامة والولادة، وعمليات العظام فقط.

مستشفى أطفيح المركزي، التي تعاني من الإهمال وانعدام النظافة، لدرجة تجعل المواطنين ينفرون منها ويهربون إلى المستشفيات الخاصة مرتفعة التكاليف، كانت عبارة عن مبنيين، أحدهما إداري، ولكنه يعمل مؤقتًا بالطوارئ والاستقبال لحين افتتاح مبنى الطوارئ الجديد، والمبنى الآخر مكون من ثلاثة طوابق، مخصص لجلسات الغسيل الكلوي، والعمليات الجراحية، ومبنى آخر منفصل مكون من طابق وحيد خاص بالعيادات الخارجية.

وداخل المبنى المخصص للعمليات الجراحية، كانت أبواب غرف العمليات من الخشب المتآكل، غير أن الأطفال يقفون أمامها، بكل أريحية، ودون اعتراض من أحد، لا الأطباء، ولا أهالي المرضى، مع إمكانية أن يخترق الأطفال تلك الغرف بسهولة، بخلاف الأسرّة منتهية الصلاحية، التي تستقبل المرضى.

الانتظار لمدة 30 دقيقة فقط بمدخل الطوارئ، أثناء الظهيرة، كشف عن الكثير مما يلاقيه المرضى، بمجرد دخولهم إلى المستشفى، فهذه أم كُسر ذراع ابنها مما يعني أنه يحتاج إلى الأشعة، ولكن ‘‘جهاز الأشعة لا يعمل الآن’’، والطبيب غير موجود، وهذا زوج برفقة زوجته، التي تعاني من إجهاض، وتحتاج إلى إجراء عملية بشكل عاجل، مما يعني أنها تحتاج إلى تخدير، ولكن طبيب التخدير أيضًا غير موجود، وتستقبل الجميع طبيبة واحدة فقط دون أي مساعد، اللهم إلا بعض الممرضات.

وقالت إحدى العاملات بالمستشفى ‘‘للأسف هي دي الإمكانيات المتاحة للمستشفى، والمدير مش بيقصّر’’، أما الدكتور محمد سليمان أحمد، مدير مستشفى أطفيح، فنفى غياب أي من الأطباء، وأوضح أن الطوارئ عادة ما يعمل بها أربعة أطباء، وأنه مع افتتاح المستشفى الجديد، ستتاح غرفة عمليات لاستقبال الحالات الطارئة، بالإضافة إلى أجهزة وإمكانيات أكبر.

وفي الصف، يُمكن وصف حال المستشفى المركزي بأنه الأسوأ، من بين مستشفيات جنوب الجيزة، فالمستشفى مكونة من ثلاثة مباني متصلة، كل منها يتكون من طابقين، وكل منها آيل للسقوط، وتملأ الشقوق جوانبه، وخلفهم يقبع المبنى الجديد للمستشفى، في انتظار الافتتاح.

كانت البداية مع مدخل الطوارئ والاستقبال، الذي تتفرع منه الغرف، التي لم تعرف من الأجهزة الحديثة والمعدات شيئًا، فأغلبها أجهزة مصنوعة من الخشب المتآكل المتهالك، ومنه إلى مبنى كان عبارة عن ‘‘مقلب قمامة’’، فقد اعتبره العاملون بالمستشفى مكانًا للتخلص من النفايات، بعد أن تم نقل المرضى والحالات إلى المبنى المجاور له، حيث غرف إقامة المرضى، والأسرّة المتهالكة.

وكان الدكتور مجدي رجب، رئيس المستشفى، رفض التصريح والحديث لـ ‘‘المندرة’’، عن أي مما يخص المستشفى. وأوضح أحمد زايد، مسئول حملة ‘‘الشباب لازم يتمكن’’ بالصف، وهي الحملة التي تهدف إلى الضغط على المؤسسات الحكومية من أجل تنمية المجتمع، أن بناء المستشفى الجديد للصف صدر به قرار منذ عام 2008، ولكنها كانت تتعرض دومًا للتأجيل، مرة بسبب البيروقراطية، ومرةً أخرى بسبب أحداث الثورة، حتى قام شباب الحملة في مدينة الصف بالضغط على إدارة المستشفى ووزارة الصحة من أجل إتمام بنائها وافتتاحها في أقرب وقت، حسبما يقول.

وأضاف زايد أن الوزارة وعدتهم بافتتاح المستشفى في منتصف مارس المقبل، مؤكدًا على حاجة مدينة الصف، وقراها، إلى المستشفى الجديد، خاصةً أنه لا توجد مستشفيات حكومية سواها، والمستشفيات الخاصة غير مجهزة.

قرار وزارة الصحة ببناء مستشفيات طوارئ، أمر أثبتت جولتنا أنه صائب، ولكنه يحتاج إلى مستشفيات على المستوى، فهل يساهم القرار في تغيير واقع تلك المستشفيات؟

الموضوع الأصلي من هنا.





بالفيديو: تقديم كفن ‘‘أبو شورى’’ لـ ‘‘أبو حماد’’ بعد صراع دام لأشهر


الصف: هدير حسن
نشر بتاريخ 8 ديسمبر 2013

أعصاب مشدودة لدى حشود مترقبة، تنتظر أن يخرج ‘‘حامل الكفن’’ بفارغ الصبر، داعين أن تمر هذه الدقائق على خير، مهللين بأعلى صوت ‘‘الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله’’.

هكذا كانت لحظات تقديم الكفن، التي تمت الأربعاء الماضي، بقرية عرب الحصار بمدينة الصف، جنوب الجيزة، إثر خلاف امتد لحوالي أربعة أشهر، بين عائلتي أبو حماد، وأبو شورى، وأفضى إلى قتل اثنين، واحد من كل عائلة، بخلاف الإصابات التي نالت جميع الأطراف.

وكانت جلسة الصلح وتقديم الكفن، التي استضافها علاء عابد، عضو مجلس الشعب الأسبق، بمنزله، تقضي أن يقدم أحد أفراد عائلة أبو شورى، الكفن لعائلة أبو حماد، بعد أن رجحت كفتهم، حسبما رأى المُحكّمون.

وتكونت جلسة الصلح، التي اعتلت منصة بساحة المنزل، من كبار عائلات عرب الحصار وبعض الشخصيات العامة، ومنهم صلاح القناص، وحسين أبو عيشة، ومحمود أبو ساعد، ومحي الزيدي، وسعيد الدرملي، وحمدي غنيم، وعلاء عابد، وطارق أبو شديد، وثابت أبو زيد، وبحضور رفعت عبد الحميد، نائب وزير الأوقاف، والشيخ محمد البحيري، ممثلًا عن الأزهر، والكابتن جمال عبد الحميد، لاعب الزمالك والمنتخب المصري السابق.

بدأت مراسم وطقوس تقديم الكفن بقراءة القرآن الكريم، تلاه كلمة لمضيف الجلسة، علاء عابد، ثم كلمات مقتضبة لبعض معتلي المنصة، حث فيها كل منهم على الجنوح إلى السلم، وأثنوا على خضوع العائلتين للصلح، وسعي كل منهما لإتمامه.

تقدم ممثل عائلة أبو شورى بالكفن إلى عائلة أبو حماد، في مشهد مهيب، لم تستطع أن تلتقطه الكاميرات وعدسات التليفزيون؛ احترامًا لحامل الكفن، وحتى لا يُوصم أو يُعايَر به، كما قال الأهالي والمحكمين، وتعالت صيحات الفرحة بعد أن قبلت ‘‘أبو حماد’’ الكفن، ورددت الجموع المحتشدة التكبيرات.

انتهت طقوس تقديم الكفن بعد أن جمع أحد الشيوخ كبارعائلة أبو حماد، ومعهم مُضيف الجلسة، ووضع يد كل واحد منهم على القرآن، في تعهدٍ منهم أن لا يكرروا ما حدث مرة أخرى، وأن يكون القرآن شاهدا عليهم.

الموضوع الأصلي من هنا.



‘‘منف’’.. وما زالت السرقة مستمرة لأقدم عاصمة في تاريخ مصر القديمة


البدرشين: هدير حسن
نشر بتاريخ 17 نوفمبر 2013

عندما تصل لأقدم عاصمة في تاريخ مصر القديمة، تقول ها أنا هنا.. ‘‘هنا منف’’ أو ’’ممفيس’’، التي بناها الملك مينا عام 3200 قبل الميلاد، في قرية ميت رهينة بالبدرشين، جنوب الجيزة، حيث الآثار والمتاحف تحكي تاريخ حضارتنا الفرعونية، التي يبدو أننا لم نحافظ عليها كما يجب.

بقرية ميت رهينة، حيث يوجد متحف يحمل نفس اسم القرية، يجاوره معابد رمسيس الثاني، والإله بتاح، والعجل أبيس، ومقصورة الملك سيتي، ومعبد التحنيط، ومعبد حتحور، ومتحف رمسيس الصغير، والمتحف والمعابد جميعها مكشوفة، ومحاطة بالمباني السكنية، التي تبدو وكأنها مستعدة أن تُجهِز عليهم في أية لحظة.

وكان العالم الفرنسي مارييت، هو الذي اكتشف منطقة آثار ميت رهينة، عام 1851، حيث كان عاشقاً للآثار المصرية، وهَمّ على التنقيب عنها منذ مجيئه إلى مصر عام 1850، وأثناء البحث استطاع أن يكتشف وجود مدينة كاملة تحت رمال جنوب الجيزة، خاصة بمنطقتي سقارة، وميت رهينة.

ويحتوي متحف ميت رهينة ما يقرب من 200 قطعة أثرية، أبرزها تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني من الحجر الجيري، مرتديًا تاج الوجه البحري، ويزن حوالي 80 طنًا، ويصل طوله إلى 15 مترًا، كُسر منها ثلاثة أمتار أثناء عملية التنقيب عنه، بالإضافة إلى عدد من التماثيل مختلفة الحجم لرمسيس الثاني أيضا، مع تمثال من الألبستر لأبي الهول، وبعض التماثيل الأخرى، التي لا تظهر ملامحها بسبب ما تعرضت له من تآكل في بعض الأجزاء.

وخارج المتحف، تجد على اليمين واليسار سورا حديديا غير مكتمل، يحوط مساحة من الحشائش (الهيش)، التي تنمو تلقائيا، ولكنك تكتشف أن هذه الأسوار تحوط عددا من المتاحف المكشوفة، التي كان اكتشافها بالصدفة، كما أكد لنا أحمد جبر، مدير متحف ميت رهينة، وذلك في أواخر الستينيات، والتي تغطيها تلك الحشائش، التي لم يجد المسئولون، إلى الآن، الوسيلة المُثلى للتخلص منها.

ومن معبد الإله حتحور، رمز الجمال عند المصريين، والذي يقع على مسافة أقل من مستوى الأرض، وأكلت بعض أجزاءه المياه الجوفية، إلى مقصورة سيتي الأول، التي سُرق منها تماثيل للآلهة منفرت، وسيس متورت، وبتاح، ثم إلى معبد رمسيس الثاني، ومنه إلى معبد العجل أبيس. التنقل بين هذه الأماكن، لم يكن سهلاً، رغم قربهم من بعضهم البعض، إلا أن المساحة الموجودة بها هذه المعابد الأثرية، غير مؤهلة أو مهيئة، لزيارة أي أحد، ولا يلاحظ أحد وجودهم بالأساس، بخلاف العاملين بالمتحف والأثريين، لذا فإن أغلب الأفواج السياحية لا تزور هذه المتاحف.

الحشائش التلقائية تعيق رؤيتك، وتقلل من إعجابك بهذه المعابد، التي تعد في حقيقتها كنزا أغفلته الدولة وتركته للأيادي العابثة، سواء سارقة أو مشوِهة، فأصبحت المعابد والقطع الأثرية بها، إما مشوهة، وفاقدة لأجزاء منها، أو محفور تحتها، بيد أحد من هؤلاء الباحثين عن قطعة أثرية، يعتقد أن بيعها قد يحقق له المكسب السريع.

أحمد جبر، مدير المتحف، أكد انه يعاني مما أسماه ’’تعود الأهالي’’، حيث يعتقد أن البعض تعود أن يحفر ويبيع، بكل أريحية، قبل أن يُصدر السادات قانون منع تجارة الآثار، والذي لم يردعهم، كما أن السور الذي قررت الدولة أن تحيط به المنطقة لم يكتمل بناءه.

وتمر الأيام، وتمر أخبار سرقة قطع أثرية من ميت رهينة، مرور الكرام، على المسئولين، قبل القراء، ويتحول الأمر إلى روتين يومي، لا يُحَل بعودة القطع المسروقة وحسب، وإنما يحتاج إلى دولة قوية تستطيع أن تحمي هذه الأثار، وتمنع سرقتها، حتى لا نستيقظ على كارثة ضياع ماضينا في غفلة من الجميع.

الموضوع الأصلي من هنا.