الأحد، 28 أغسطس 2016

اللجان الشعبية بالبدرشين بديلاً للشرطة: زي موحد..تنظيم مرور..حل المشاكل






البدرشين: هدير حسن
نشر بتاريخ 24/12/2012
يقف بزيه الأصفر الفاقع، ينظم المرور بنشاط ويمنع التجاوزات، تشعر أن قدميه ثابتتين وكأنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، هكذا كان أحمد، أحد أفراد اللجان الشعبية بالبدرشين، وهو يؤدي عمله بإتقان في تنظيم مرور السيارات وحماية المارة، ومثله كثيرين من أعضاء اللجان الشعبية في البدرشين الذين تعرفهم فور رؤيتك لزيهم الموحد، يكونون أول الحاضرين إذا حدثت مشكلة هنا أو هناك، يتحركون في كل مكان محاولين لملمة ما نثرته الفوضى، فبمجرد زيارتك للمدينة تلاحظ وجودهم الفعال، وكأنهم علامة مميزة بالمنطقة، وراءهم قصة طويلة تحكي كيف بدأوا وإلى أين وصلوا.

أحمد عبد اللطيف، فرد أمن باللجان الشعبية، يملك كارنيه يُثبت عمله كمسئول عن تنظيم المرور، صادر عن اللجنة الشعبية في البدرشين، يتحدث بحماس عن المهام الموكلة له “إحنا من ساعة ما حصلت الثورة كوننا اللجان الشعبية عشان نوقف التعديات اللي بيعملها البياعين وسواقين الميكروباصات”، ويكمل “أنا إمبارح مثلاً لقيت واحد متنقب وبيحاول يسرق توك توك مسكته وسلمته للقسم”.

أكد أحمد أن هناك تعاوناً بين اللجان الشعبية وقسم شرطة البدرشين في فرض الأمن وضبط المجرمين، حيث أن هناك اتفاق شفهي فيما بينهم على منح أفراد اللجان الشعبية سلطة ضبط المتهمين وتسليمهم إلى قسم الشرطة، ويعمل باللجان الشعبية ما يقرب من 25 فرداً، مهمتهم أصبحت هي محاولة الحفاظ على الأمن وضبط حالات السرقة والاختطاف والتعديات.

وعن أهم إنجازات اللجان الشعبية، يقول محمد مدكور، المشرف على أفراد الأمن، إن اللجان تقوم بتنظيم وتسهيل حركة المرور، وتوزيع اسطوانات البوتاجاز، ونقلت سوق الأربعاء من مكانه أمام المزلقان بسب الزحمة، بالإضافة إلي نقل موقف الميكروباصات بعيداً عن حركة المرور، فضلاً عن تأمين المدارس والمصالح الحكومية، مؤكداً أن كل ذلك بمساعدة الحكومة.
يوضح مدكور أن اللجان الشعبية تتعاون مع أجهزة الدولة جميعاً، فتتعاون مع الشرطة لحفظ الأمن، ومع مجلس المدينة لرفع الإشغالات، كما تتعاون مع إدارة التموين وتوزع أسطوانات البوتاجاز، ويتابع ” فيه 55 نقطة توزيع للأنابيب إحنا المسئولين عنها بالتنسيق مع التموين، عشان ميتسربش في السوق السودا زي ما بيحصل في كل مكان”، مؤكداً علي اهتمامهم بتتبع المحاضر التي تسجل للمجرمين، الذين يقبضون عليهم، مشيراً إلي أنه يقوم بنفسه بكتابتها وتسجيلها بأرقامها في أجندة خاصة به، حتى يطمئن قلبه أن المقبوض عليه قامت الشرطة باتخاذ اللازم معه.

من جانبه، يقول الريس حنفي، أمين صندوق نقابة النقل البري وأحد مؤسسي اللجان الشعبية بالبدرشين، إن اللجان الشعبية بدأت عملها مع الثورة وحماية أقسام الشرطة والمباني الحكومية، مشيراً إلي أنهم من وقتها وهم يساعدون الأمن في ضبط الجريمة، مؤكداً أن اللجان الشعبية استطاعت في البدرشين أن تقوم بمهام من المفترض أن تقوم بها الشرطة، فأصبحت مقسمة لمجموعات، مجموعة تختص برفع الإشغالات، ومجموعة أخرى تختص بتنظيم المرور، ومجموعة جاهزة دائماً لمواجهة أي جريمة أو حوادث.

ويضيف حنفي أن مساعدة أهالي البدرشين لهم ساعدتهم في تكوين اللجان الشعبية، مشيراً إلي أن كل عائلة قدمت ما تستطيع تقديمه لهم، لافتاً إلي أن اللجان الشعبية تشكلت برئاسة صلاح الجعودي، أحد أهالي البدرشين، ومحي لبنة، عضو مجلس الشعب السابق، وغيرهم حيث تقوم العائلات الكبيرة المكونة للجان في البدرشين بعمل اجتماع شهري لمتابعة أخبار المدينة وإيجاد حلول لها، مؤكداً أن التبرعات التي يتم جمعها من أهالي وعائلات البدرشين والجهود الذاتية التي قد تصل إلى تجميع نصف مليون جنيه تقريباً تستخدم في حل كل المشكلات الواردة بالمدينة، ويضيف “كل عامل عندنا بيقبض 600 جنيه في الشهر جزء منها تبرعات من عائلات البدرشين وجزء تاني من المحافظة”.

ويصف اللواء أحمد عبد الرحيم، رئيس مدينة البدرشين، العلاقة بينهم كجهة حكومية وبين اللجان الشعبية بالتعاونية، مشيراً إلي أنهم يستعينون باللجان دائماً في تنظيم المرور ورفع الإشغالات، لافتاً إلي أنه بمساعدة اللجان الشعبية فإن نسب المخالفات بالمدينة تقلصت تماماً.
يرى أهالي البدرشين أن لدور اللجان الشعبية أهمية كبيرة في حياتهم الآن، حيث يقول محمود الطيب، صاحب مكتبة، إنهم أصبحوا يمثلون الحكومة بالنسبة له، مشيراً إلي أنهم يقفون في كل الأزمات ليحلونها، مطالباً الحكومة أن تقف بجوارهم.

تتمني فايزة أحمد، الدكتورة بمستشفى الأقصى، أن تتواجد اللجان الشعبية في المنطقة التي تسكن بها، حيث أنها تسكن منطقة فيصل، وتقول “أنا لامسة دورهم هنا في البدرشين، وبسمع إنهم موجودين في حل أي أزمة وخاصة أنابيب البوتاجاز”.

تقول جهاد محمود، طالبة بالثانوية العامة، أن اللجان الشعبية تقوم بتأمين المرور والمواصلات، مطالبة أن تضم اللجان الشباب العاطل، بينما يرى الحاج توفيق أن اللجان الشعبية مهما كان فإن عددها قليل وغير قادرة على عمل كل شئ، مطالباً بضرورة نزول رجال الأمن والحكومة للعمل في الشارع.

الموضوع الأصلي من هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق