الأحد، 28 أغسطس 2016

مدن بلا أمن في جنوب الجيزة


**أقسام شرطة محترقة هاجمها الإخوان وأحرقها مجهولون و”البدرشين” الناجي الوحيد.. والعُربان المسلحين يهجمون على قسمي الصف وأطفيح
**شاهد عيان في الحوامدية: الضباط ومأمور القسم ورئيس المباحث اختبأوا في منازل الأهالي
**اللجان الشعبية تقف بجوار الشرطة وتتصدى للمعتدين على قسم البدرشين فتردعهم
**مواطن بالعياط: الشرطة انسحبت رغم وجود ذخيرة بالقسم و20 سجينا هربوا

جنوب الجيزة: هدير حسن
نشر بتاريخ 17 سبتمبر 2013

في ذكرى مرور شهر على فض اعتصامي “رابعة” و “النهضة”، في الرابع عشر من أغسطس الماضي، وما تبعه من أحداث عنف كثيرة، أبرزها حريق واقتحام أغلب اقسام الشرطة في ربوع مصر كلها، وسرقة محتوياتها دون معرفة الفاعل الحقيقي أو وجود إجراءات تسعى لمحاسبته، كانت لنا جولة في أقسام الشرطة، التي تم الاعتداء عليها بجنوب الجيزة، للوقوف على ما وصل إليه حالها، وكيف هي أحوال الأهالي بعد انسحاب الشرطة منها بلا عودة إلى الآن، تاركة وراءها مدنا بلا أمن.

بعد أن كان الدخول إليها بحساب، وكنت دوما تجد من يسألك عن السبب ويعترض طريقك للدخول، أقسام جنوب الجيزة أصبحت مشاعا للجميع، ومرتعا للأطفال للعب فيها، وعلى الرغم من مرور شهر على اقتحامها، مازال الأهالي يتذكرون تفاصيل ما حدث وكأنه بالأمس.

حريق الأقسام بالحوامدية، والعياط، والصف، وأطفيح كان تقريباً بنفس الطريقة، على اختلاف ردود الفعل، ولكنه في النهاية أدى إلى نتيجة واحدة، مباني خالية، ومجتمع يفتقد الشعور بالأمان.

الحوامدية.. قسم محترق وفارغ
مبنى سكني، هو المقر المؤقت لقسم شرطة الحوامدية، كانت تمتلكه شركة السكر، وقدمته للحكومة لإقامة القسم بعد احتراق المقر الأساسي أثناء ثورة 25 يناير.

المبنى الخالي حتى من أبوابه، بعد الهجوم عليه، واجهته مهشمة تحولت إلى مقلب للقمامة، تستطيع أن تدخله ببساطة دون أن يعترضك احد، لتكتشف أن المبنى، الذي كان تملأوه الحركة يومياً، أصبح أقرب إلى “الخرابة”، منه إلى أي شئ أخر، لم يعد به سوى أوراق متناثرة، وبقايا أجهزة وأثاث محطم، طالهم الحريق جميعاً.

يحكي عادل رشاد، الذي يمتلك سوبر ماركت يقع خلف القسم، عن هذا اليوم، الذي بدأت أحداثه بأخبار فض الاعتصام، لتتبعها مسيرة من جماعة الإخوان المسلمين توجهت إلى القسم، لتقابلها القوات بالقنابل المسيلة للدموع في حوالي الساعة العاشرة صباحاً، واستمر تعامل الأمن بالقنابل، ومحاولة بعض من بالمسيرة اختراق الحواجز، التي تم وضعها لمنع الوصول إلى القسم، ويكمل “لحد ما الإخوان ضربوا خرطوش، لمدة ساعة إلا ربع تقريباً، وكانت القوات بترد عليهم، قاموا ضربوا بالآلي، وبدأوا يحاوطوا القسم من الشوارع الجانبية، فالقوات بدأت تتراجع”.

مع زيادة الهجوم بالسلاح الآلي، طلب القسم إمدادات من مديرية أمن الجيزة لمواجهة ما حدث، ولكنها لم تأتِ فانسحبت قوات الشرطة، وهنا يؤكد عادل، الذي كان متواجداً مع الضباط وأفراد الأمن داخل القسم وقتها، “الضباط كانوا متأكدين إنهم هيدافعوا عن القسم ويقدروا يحموه، لدرجة إن أمين شرطة قال لي قبل الانسحاب بـ 10 دقائق إحنا لو انسحبنا ومدافعناش عن القسم نبقى انتهينا للأبد، لكن هما لو كانوا كملوا كان هيحصل فيهم زي كرداسة كده”.

بعد الانسحاب، اضطر الضباط ومأمور القسم ورئيس المباحث إلى الفرار، فاختبأوا بمنازل أهالي الحوامدية، وتعرض مأمور القسم للكسر بإحدى قدميه، وأصيب بكدمات متفرقة بجسده، إثر وقوعه من إحدى العمارات القريبة من القسم، في محاولة منه للهروب، كما يؤكد عادل، وتعرض أمين شرطة وبعض العساكر للإصابة بشظايا خفيفة.

يقول عادل إن أعضاء جماعة الإخوان هم من أحرقوا القسم بعد الهجوم عليه، وقاموا بتهريب المساجين الثلاثة المحبوسين بداخله، ومن بعدهم قام “البلطجية” بسرقة كافة محتوياته.

ويقول عبده، صاحب محل بجانب القسم، أنه بمجرد معرفته بما حدث أغلق المحل وراقب ما يحدث من أحد الشوارع الجانبية، حيث أكد أن بعض المشاركين بالمسيرة، التي كانت متوجهة إلى القسم، صعدوا إلى مبنى مهجور، وبدأ الضرب بين الطرفين. لا يعرف عبده من البادئ، ولكنه أكد أن القسم لم يكن بقوته الأساسية وإنما كانت أقل، حيث القوة الفعلية للقسم تقترب إلى 100 فرد، ولكنها في ذلك اليوم لم تتعدَ العشرة أفراد، حسبما يؤكد. ويرى عبده أن الأقسام كان يمكن تأمينها بشكل أفضل وكان يمكن تزويد القسم بقوة إضافية من الجيش أو الأمن المركزي، وهو ما أثار دهشته.

البدرشين.. اللجان الشعبية منقذا
اختلف الأمر بقسم البدرشين تماماً، مجرد رؤية الواجهة الأمامية للمبنى، تعلم أنه لم يتعرض لأي سوء، فهو على حالته، منذ تم نقله بعد 25 يناير، بعد احتراقه، إلى بناية في خلفيتها مسجد، كان ينوي الأهالي إقامة مركز للغسيل الكلوي بها.

بخلاف عدم تعرض القسم لأي عمليات مداهمة أو احتراق، كانت هناك دبابة تابعة للجيش، تقف على أحد جوانب المبنى، للتأمين، لكن سلامة المبنى لا تنفي محاولات البعض اقتحامه.

يحكي محمد مدكور، عضو اللجان الشعبية بالبدرشين، عن هذه المحاولات، قائلاً “بعد فض الاعتصام عرفنا بحرق الأقسام، واستدعينا اللجان الشعبية في البدرشين كلها، وروحنا على القسم، وفجأة لقينا حوالي 2000 واحد محاصرينا من كل ناحية”، حيث يقع قسم البدرشين على قطعة أرض واسعة على طريق أسيوط الزراعي، ويكمل مدكور “كان معاهم خرطوش وطوب، وقعدوا يضربا علينا، وكانت طلباتهم أن قوة القسم تخرج خروج آمن، لكن المأمور علي أبو السعود، قالهم أنا مش هخرج من القسم إلا على جثتي”.

دافعت اللجان الشعبية عن القسم إلى جانب قوات الأمن، كما يؤكد مدكور، وقامت القوات باستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المهاجمين، وهكذا حتى وصلت قوات الجيش لتساهم في تأمينه. ويرى مدكور، أن صمود قوات الشرطة وإصرارهم على حماية مقر القسم، هو الذي حماه من مصير باقي الأقسام.

ورفض مأمور القسم أن يدلي بأية تصريحات صحفية، لكنه أكد على استمرار عمل القسم بشكل طبيعي، وعدم تعطله في أي وقت من الأوقات.

العياط… انسحاب مفاجئ للشرطة
حال قسم العياط لم يختلف عن الحوامدية، فقد تعرض للحرق والنهب والسرقة، والإخلاء حتى من أبسط أساساته، فالمبنى المكون من طابقين، ويتخلله العديد من الحجرات على الجانبين، أصبح مجرد حوائط يحوطها الخراب والدمار من كل جانب، هذا بخلاف عربات الشرطة المحترقة، التي تصطف أمام مدخل القسم.

اصطحبني طفل داخل القسم، لم يتعدَ عمره الخمسة عشر، وعند اعتراض أحد الأهالي، وتساؤله عن سبب دخولي، رد الطفل بتلقائية “يعني سبتوا القسم يتسرق ويتحرق، وواقفين قدام واحدة ست جاية تصور”.

تعرضت جميع الأوراق للحرق والتلف، كما قام المهاجمون بكسر وسرقة خراطيم المطافي، الموجودة داخل القسم، سُرقت الشبابيك والأبواب، وحتى أسرة الجنود، التي كانت ملاذهم بعد يوم عمل طويل.

يقول أحمد عبد القوي، بائع خبز أمام القسم، “الساعة 10 الصبح لقينا ناس من الإخوان جايين من قرى العطف والجزيرة، وأول ما الأهالي عرفت راحت تحمي القسم”. في البداية ألقى المهاجمون الحجارة على القسم، ورد القسم بقنابل الغاز، ثم ظهر الرصاص الحي والخرطوش من الجانبين، واستمر التراشق بين الجانبين، الذي أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص، وإصابة بعض الجنود، وذلك حتى الساعة الخامسة مساءً، وقت انسحاب قوات الشرطة بشكل مفاجئ، حسبما يؤكد عبد القوي.

يقدر عبد القوي أعداد الأفراد، التي كانت تدافع عن القسم، بحوالي 80 فردا من قوات الشرطة، بخلاف مجموعة كبيرة من الأهالي، كما لا يعلم كيف قُتل أهالي العياط، ومن أي جانب، حيث بعد أن شعر المهاجمون أنه لا حيلة لهم “أجروا بلطجية، وجمعوا فلوس من بعض واشتروا بيها رصاص حي، وبدأ عددهم يزيد من بعد العصر”، ومن بعدها انسحبت قوات الشرطة من بين الموطنين، وتركوا القسم للبلطجية وغيرهم ليفعلوا به ما يريدون.

يشعر عبد القوي بالاستياء من الغياب الأمني منذ اقتحام القسم “من يومها ومفيش حكومة في البلد، البلطجية اتسلحوا من المركز، وكل يوم نسمع ضرب نار وسرقة ونهب وقتل، حتى المحكمة اتسرقت”، ويضيف دهحتى الجيش لما جه العياط كان عشان يقبض على قيادات الإخوان، لكن محدش فكر يجي يحمينا”، وتمنى أن يتمسك ضباط الشرطة ومسئولي المركز بمواقعهم، ويدافعوا عنه باستماتة.

وعبر محمود سمير، أحد أهالي العياط، عن دهشته من انسحاب قوات الشرطة، حيث بعد أن تسلح المهاجمون على القسم وقاموا باطلاق الرصاص الحي والخرطوش، انسحبت قوات الشرطة معللة ذلك بنفاذ ذخيرتها “فجأة لقينا الأفراد والعساكر بيغيروا هدومهم وبيمشوا حبة حبة، وقالوا الذخيرة خلصت، على الرغم أن الأهالي كانت مسانداهم، وكمان الذخيرة خلصت إزاي؟ والبلطجية اتسلحوا من ذخيرة القسم”.

ويرى محمود أن قسم شرطة العياط، كان قادرا على الاستمرار في الدفاع عن نفسه لمدة خمسة أيام، وهو ما تؤكده كمية الذخيرة والأسلحة التي خرج بها البلطجية، كما أن أعداد الأهالي، التي ساندت القسم يومها، تعدت المائتين، ولكنهم فور تخلي قوات الشرطة وانسحابها، كما يرى محمود، ترك الأهالي القسم للبلطجية. وهرب ما يقرب من 20 مسجون من قسم الشرطة بعد احتراقه.

أطفيح.. هجوم مسلح للعُربان
“حي على الجهاد، يا أهالي أطفيح الكرام، المركز المفروض يولع” قالها الشيخ صبحي أبو طبيخ، من مسجد المدينة المنورة، قرب الساعة الثامنة صباحا، وسمعها أهالي المدينة جميعا ولبوا نداءه وتجمعوا بالقرب من مركز شرطة أطفيح، هكذا أكد أحمد السيد، أحد أهالي أطفيح.

ويكمل السيد “بعد ما الأهالي بدأت تتجمع، المركز كان بيرد عليهم بالغاز لمدة ساعتين، لغاية ما العُربان وصلوا، وضربوا نار على المركز، والضباط كانوا بيردوا عليهم برصاص في الهوا”.

تعرض مركزشرطة أطفيح المكون من ثلاثة طوابق، للحريق من جميع جوانبه، كما خلا، مثل ما سبقوه، من جميع أثاثه، بالإضافة إلى الأبواب والشبابيك، وكان القسم يوجد به سجن كبير، يقع في يمين المبنى بالدور الأرضي، فور الدخول من البوابة الرئيسية، وكان خالياً تماما، مثل جميع الغرف، كما وصل الغضب بالمهاجمين إلى حد تكسير أحد جدران المبنى، وإزالة الرخام، الذي يكسوه، وأحرقوا سيارات الشرطة، التي يرتاد عليها الأطفال من حين لأخر، ويكسرون أحد أجزاءها.

يقول عامل بمحطة البنزين، المجاورة للقسم “كان فيه تقريبا 10 آلاف واحد هنا، والقسم كانت قوته تقريبا 50 فرد بس، واللي بيضربوا النار كانوا ملثمين، بس بصراحة الضباط اتبهدلوا واتسحلوا واتشتموا، ده غير اللي سرق واللي اتحرق، الموضوع بدأ من 8 الصبح وخلص على 1 ونص الضهر”.

وأدلى أحمد عبد العظيم، محامي، بدلوه قائلاً “البلد كلها كانت واقفة قريب من القسم، وكنا سلميين، لكن فجأة الضباط والعساكر رموا علينا قنابل مسيلة للدموع، فالناس اتخنقت، وبدأت الأعداد تكتر”. وأكد عبد العظيم أن أئمة المساجد طالبوا المركز أن يرحل، ولكنهم رفضوا، واستخدم الضباط الرصاص الحي، مما أدى إلى مقتل أحد المواطنين من قرية صول، وقاطعه صلاح محمود، مدرس، قائلاً “الضباط كانوا بيسفزوا الناس، وكانوا بيشتموهم، ولو كانوا سمعوا الكلام ومشيوا زي ما حصل في الصف، مكنش المركز اتحرق”، مؤكداً أن الضباط والعساكر هم من أثار المواطنين لحريق القسم.

ويكمل عبد العظيم حديثه مؤكدا عدم تعرض الضباط والعساكر لأي سوء، “إحنا خبينا العساكر في بيوتنا، ولبسناهم من هدومنا، ووصلناهم لغاية بيوتهم، وأي حاجة اتسرقت سلمناها للعمدة”، ويتذكر كيف كان يعاملهم الرائد محمد فيصل، رئيس مباحث أطفيح “كان أي حد يروحله في مشكلة كان يقوله إحنا واخدين أجازة 4 سنين”.

وعلى الرغم من هروب سبعة مساجين من القسم، بعد وصول العربان، ومهاجمتهم للقسم، قرب الحادية عشر صباحا، وإطلاقهم الرصاص على القسم، في محاولة لإخراج ذويهم، ما زال طنطاوي، أحد أهالي أطفيح يشعر بالأمان، وأن عدم وجود قسم الشرطة لم يشكل فارقاً بالنسبة له “وجودهم زي عدمه، وكانوا بيغلسوا على الناس”.

الصف.. العربان مجددا
في الصف، لم يتعرض القسم وحده للحريق والهجوم، وإنما نال مجلس المدينة نصيبه أيضاً، فالقسم يقع خلف المجلس، الذي يطل على الشارع الرئيسي بمدينة الصف. وأغلق الأهالي أبواب المجلس بالحديد، بعد سرقة الأبواب الرئيسي، كما أُغلقت بوابات مركز الشرطة بجدار من الطوب، منعاً لدخول أي فرد، وللتخلص من حوادث السرقة، التي لم تنتهِ منذ اقتحام المركز.

بدأ اليوم، كما أكد صاحب محل أمام المركز رفض ذكر اسمه، بمسيرات لجماعة الإخوان طافت بالمدينة، واقتربت من القسم، قرب الساعة العاشرة، وكانت المناوشات بينهم عادية، وحاول العساكر أن يبعدوهم بالقنابل المسيلة للدموع، “وبعدها بساعتين العربان وصولوا وضربوا نار حي على المركز، والرصاص بقى رايح جاي، والمركز متحاصر وبيتضرب عليه من كل اتجاه”، واعتلى العُربان أسطح المنازل، وكانوا يحملون أسلحة آلية وبنادق أمريكية، ولقى ثلاثة منهم حتفهم، بالإضافة إلى ستة مواطنين، حيث كان العربان يريدون تهريب أحد ذويهم، ولم يتواجد بالقسم سوى 10 مساجين.

وتعرض أيضا أمين شرطة وعسكري لإصابات بالغة، ويعتقد الأهالي أن القسم لم يكن مستعدا، ولم يجهز قوته، حيث استمر تبادل اطلاق النار حتى نفذت الذخيرة، واضطروا للخروج والانسحاب.

ورفض أن يصف محمد سيد، صاحب محل أمام القسم، الطريقة التي خرج بها الضباط، وكان أكثر ما شغل باله “إحنا مين هيعوضنا على الخسارة”، حيث تعرضت الواجهة الأمامية لمحله للتكسير. وأضاف: “أنا بناشد جميع المسئولين يرجعوا المركز بأي وسيلة، أنا دلوقتي مش مأمن على المحل بتاعي ولا على نفسي، ده غير الحاجات اللي بتتسرق من المركز، من مولدات وأبواب وتكييفات، المركز بقى حيطان بس”، وحكى عن سيدة تعرضت ابنتها للاغتصاب وسرق بيتها، وجاءت تبكي وتستنجد بالمركز ولكنها لم تجد من يأتي بحقها. ويرى أن ضباط وجنود المركز كانوا يعملون بجد “الناس كانوا محترمين وكانوا شغالين بما يرضي الله، ولولا أن الذخيرة خلصت منهم، كانوا فضلوا في المركز”.

الموضوع الأصلي من هنا.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق