الاثنين، 29 أغسطس 2016

كوبري البدرشين يُغلق المزلقان ويثير غضب الأهالي



البدرشين: هدير حسن
نشر بتاريخ 14 سبتمبر 2015

مع مرور ما يقرب من تسعة أشهر على بدء التشغيل التجريبي لكوبري البدرشين العلوي، عادت اعتراضات أهالي مدينة البدرشين، جنوب الجيزة، على إنشاء وتنفيذ الكوبري بشكله الحالي لتظهر مرة أخرى (تعرف على اعتراضات الأهالي على الكوبري قبل إنشائه هنا)، وذلك بعدما قررت محافظة الجيزة إغلاق مزلقان السكة الحديد البحري بالمدينة بشكل تام، وفتحه أمام حركة المشاة مؤقتًا، الأمر الذي دفع بأهالي البدرشين إلى التجمهر بساحة مبنى رئاسة مجلس المدينة الخميس الماضي.

تجمع الأهالي أمام المزلقان مطالبين بفتحه للسيارات والمشاة، نظرًا لما تسببه إغلاقه لمدة 4 أيام في تكدس مروري، حسب تعبيرهم. قال محمود عبد الفتاح، سائق توكتوك، “المشوار اللي كنت باخده في 5 دقائق، دلوقتي بيعدي الـ 12 دقيقة بسبب قفل المزلقان”، حيث يعد المزلقان الذي يصل العزبة الغربية بالعزبة الشرقية للمدينة، أيسر الطرق، خاصة بعد أن قامت السكة الحديد بغلق المزلقان الثاني بالمدينة، فور الانتهاء من أعمال بناء وإنشاء الكوبري العلوي، الذي نفذته شركة “المقاولون العرب” بتمويل من القوات المسلحة.

ورغم غلق المزلقان إلا أن الأهالي وجهوا لعناتهم صوب كوبري البدرشين، فقال أحدهم، الذي رفض ذكر اسمه، “كل اللي إحنا فيه بسبب الكوبري ده، اللي عمله لازم يتحاسب حتى لو كان السيسي نفسه، لأنه إهدار للمال العام”، مستنكرًا أن يكون مصممه مهندسًا، وأضاف “ده لعب عيال مش كوبري، ومحطوط زي الخازوق في نص البلد”. ويقول محمد سيد، أحد سائقي عربات الكارو، عن الضرر الواقع عليه من غلق المزلقان “دي حرب على أكل عيشنا، إحنا كده عيشنا اتقطع، العربيات الكارو والبهايم مش بتعرف تطلع الكوبري الجديد، تروح مني”.

وأشار آخرون إلى تأثير غلق المزلقان على حركة النقل والتنقل داخل المدينة، ويقول محمود سيد بانفعال: “دلوقتي لو فيه مطافي أو إسعاف او جنازة عشان تعدي ما بين الجهتين هتاخد وقت طويل، والكوبري مش مهيأ”، فمنذ إغلاق المزلقان والسيارات تستخدم كوبري البدرشين في الاتجاهين دون وجود آلية لتحقق ذلك دون تكدس مروري، مما يسبب في شل حركة المرور بالمدينة. غير أن الأهالي يتجنبون الصعود إلى الكوبري بسبب حوادث السرقة بالإكراه والقتل، ويقول أحمد عيد: “الكوبري مفيهوش إنارة، والناس بتتثبت عليه، وبقى فرصة للبلطجية”.

ودخل المتجمهرون إلى ساحة رئاسة مبنى مجلس المدينة مرددين هتافات “هو يمشي مش هنمشي”، في إشارة إلى محمد العطفي، رئيس مجلس مدينة البدرشين، الذي أوضح لهم أن الأمر ليس بيده، وأنه ينفذ تعليمات محافظ الجيزة، وصرح لـ “المندرة” قائلًا: “المزلقان كان المفروض يتقفل مع بداية تشغيل الكوبري الجديد، وكان هيتقفل نهائيًا لولا انا حاولت أنه يكون مفتوح للمشاة”، موضحًا أن مهامه “كرجل تنفيذي” تمنعه من القيام بأكثر من ذلك، في حين أسفر تدخل أهالي المدينة وعائلاتها عن تراجع المحافظة عن غلق المزلقان، على أن يتم فتحه للمشاة والسيارات.

وفي تصريح لـ “المندرة” أكد اللواء أسامة شمعة، نائب محافظ الجيزة، أن المزلقان سيتم غلقه نهائيًا، ولكن بعد الانتهاء من أعمال رصف الطرق بالمدينة، وبسؤاله عن سبب الغلق في حين أن مدينة الحوامدية بها كوبري علوي، ولم يتم غلق المزلقان الموجود بها، قال : “الحوامدية حاجة مختلفة، روحي بصي عليه وانتي تعرفي”.

الموضوع الأصلي هنا.

“العزيزية” تفرح بدفن أبنائها العائدين من الفيوم


**الأهالي ينتشلون جثث ذويهم بمساعدة فرق خاصة.. والمحافظ: فرق الحماية المدنية معرفتش تخرجهم لوجود غازات سامة

البدرشين: هدير حسن
نشر بتاريخ 3 سبتمبر 2015

رغم الموت، استقبل أهالي قرية العزيزية جثمان عاشور عامر، 46 عامًا، وسلامة عمران، 33 عامًا، بالفرحة؛ فبعد مرور سبعة أيام بقيت فيها جثتا عاشور وسلامة بأعماق حفرة داخل منزل بقرية العجميين بالفيوم بصحبة جثث 4 آخرين، استطاع الأهالي، بجهود ذاتية، أن ينتشلوهما من عمق يصل إلى ما يقرب من 20 مترًا، منذ نحو عشرة أيام وتحديدا في 24 أغسطس.

القصة بدأت في الثامن عشر من أغسطس، حين أتت شقيق سلامة مكالمة هاتفية من “فاعل خير” يبلغه بوفاته، ذهبت على إثرها عائلات الضحيتين إلى الفيوم متشوقين للوداع الأخير قبل الدفن، ولكن إجراءات انتشال جثثهم من قاع الحفرة حالت دون ذلك، وقتها، انتشرت على المواقع الإليكترونية والإخبارية نبأ وفاة 6 أشخاص بالفيوم في أثناء تنقيبهم عن الآثار بأحد المنازل.

يقول حازم عامر، ابن عم عاشور، “هما كانوا فواعلية على باب الله، جالهم واحد وقالهم إنه عاوز يعمل صرف صحي لبيته في الفيوم من قبل رمضان بشهرين (تقريبًا شهر أبريل)، ووعدهم ياخدوا 150 جنيه في اليوم، ولما ماتوا عرفنا إن الموضوع آثار”، فسلامة وعاشور عمال تراحيل يقطنان بقرية العزيزية بالبدرشين، جنوب الجيزة، اضطرتهم الظروف المعيشية الصعبة، وقلة فرص العمل بقريتهم إلى قبول العمل بعيدًا عن قريتهم وأسرهم، لينتهى عمرهم في أثناء عملية الحفر من أثر انبعاثات غاز الميثان، دون أن يهنأوا بحق الدفن لسبعة أيام، بعد أن توقفت عمليات فرق الإنقاذ عن انتشال جثثهم.

طوال السبعة أيام، ظل ما يقرب من 100 فرد من أهالي قرية العزيزية بموقع الحادث في الفيوم ينتظرون خروج ذويهم، بينما تبلغهم الجهات الحكومية والرسمية بصعوبة تحقق ذلك، ففي اتصال هاتفي للمستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، ببرنامج “آخر النهار” على فضائية النهار، قال “محدش يقدر ينزل الحفرة، لأنه بيتم حفرها منذ أكثر من 8 شهور، وبقت حفرة عملاقة، واتصرف عليها أكثر من 900 ألف جنيه، ورجال الحماية المدنية مش قادرين ينزلوا حتى بأنبوبة الأكسجين، لأنه في غازات سامة هتعمل تفاعلات، وإذا ضغطنا عليهم بدل ما عندنا 6 متوفيين هيكونوا 16”.

وعن الساعات الأخيرة قبل انتشال الجثث قال أحد أقارب الضحايا، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ “المندرة” إن الأمر تم بالجهود الذاتية بعيدًا عن مساعدة أو إشراف الحكومة، وقال “محافظة الفيوم معملتش أي خطوة، ولا كان معانا شرطة، ولا مسئولين” موضحًا أن الأهالي بدأت تمد يد المساعدة بعد انتشار قصة الجثث المنتظرة أسفل الحفرة على الإنترنت، وبالمجهودات الذاتية استطاع الأهالي أن يستأجروا فرقة إنقاذ خاصة قامت بانتشال الجثث، وقال “الحكومة كانت عاملة حسابها على ردم الحفرة، لكن إصرارنا إننا نروح بعيالنا خلى ربنا يوقف لنا ولاد الحلال وندفن أولادنا في قريتنا”، وأشار إلى وقوع 3 حوادث مشابهة بنفس القرية انتهت بردم الحفرة، وعدم لجوء الحكومة، ممثلة في المحافظة إلى محاولة انتشال الجثث.

عمق الحفرة، وفق حديث الأهالي، يصل إلى 20 مترًا، بينما أكد محافظ الفيوم في تصريحه التلفزيوني أنه وصل إلى 40 مترًا، وتكلفت عملية استخراج الجثث 20 ألف جنيه، وفق أحد أهالي القرية، وفي محاولة لـ “المندرة” التواصل هاتفيًا مع محافظ الفيوم حول عدم قدرة المحافظة أو قوات الحماية المدنية على استخراج الجثث في حين استطاعت فرق الإنقاذ الخاصة القيام بذلك، لم يستجب المحافظ، حيث يقول حازم إن فرق الإنقاذ لم تكن تقم بواجبها على أكمل وجه “الغواص كان بينزل 3 أو 4 متر ويطلع يقول مش هينفع يخرجوا، لدرجة إننا حسينا إنه الموضوع فيه لغز كبير”.

شعر أقارب الضحايا بالفرحة بعد تلقي العزاء ودفن الضحايا، فقال أحدهم “رغم إنهم ماتوا، لكن إحنا في عيد لإنهم رجعوا وعرفنا ندفنهم، وخدنا عزاهم، عشان منسمعش حد يطلع إشاعات ويقول غنهم ماتوا مقتولين ولا مدبوحين”، وكان سلامة عمران، أب لثلاث بنات أكبرهن 8 سنوات، وأصغرهن سنتين، بيما عاشور له ولدين متزوجين.

الموضوع الأصلي هنا.

والدة متهم أطفيح في “اغتصاب التحرير”: ابني حج مرة واعتمر ثلاث


**شقيق المتهم: هما عاوزين يطبخوا القضية ويهدوا الليلة ويراضوا الناس الكبيرة

أطفيح: هدير حسن
نشر بتاريخ 8 يوليو 2014

مع بدء جلسات محاكمة المتهمين في قضية اغتصاب الفتيات بميدان التحرير، يوم تنصيب السيسي رئيسًا، المعروفة إعلامياً بـ “اغتصاب التحرير”، يتمنى الجميع أن ينالوا أقصى العقوبات، جزاء ما فعلوه، لكن بالتأكيد لأهلهم وجهة نظر آخرى.
عمرو محمد فهيم علي، 33 سنة، عامل بناء بمحطة مصر، أحد المتهمين في “اغتصاب التحرير”، لديه أربعة أطفال، أكبرهم أسامة، 7 سنوات، أحد المتهمين في القضية، ويُتهم بالتحرش، وهتك العرض، والسرقة بالإكراه، واستعمال القوة ضد رجال الأمن، تلك جملة الاتهامات التي يواجهها عمرو، وفي نفس الوقت، ترى أسرته أنه بريء. ويمكنك قراءة أوامر إحالة المتهمين من هنا، وأسماء المتهمين من هنا.

في منزل عمرو
في منزل متواضع بقرية “البرمبل” بمدينة أطفيح، جنوب الجيزة، ينتظر أسامة وإخوته الثلاثة أبيهم كل جمعة على مائدة الإفطار ولكنه لا يأتي، حجرة الاستقبال يتوسط جدرانها صورة للرئيس السيسي، وصوت القرآن الكريم يأتي من أحد الغرف، والدموع لا تفارق عائلته، وهم على أمل أن يبرءه القضاء.

بدأت والدته بالحديث قائلة: “ده حاجج بيت ربنا، وعمل 3 عمرات يعمل كده إزاي بس؟”، وتؤكد أنه قرر أن يحضر هو وزملاؤه بالعمل، الاحتفال بحلف اليمين بميدان التحرير، حيث أنه كان من أشد المؤيدين للرئيس السيسي بالقرية، وأصر على أن تُدلي والدته وزوجته بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية، على الرغم من عدم مشاركتهم في أية انتخابات، أو استفتاءات سابقة، وتقول والدته “حكم علينا ننزل وندي صوتنا للسيسي، وقالنا الراجل ده هو اللي هيعدل البلد، وباين على وشه الرضا”.

بداية الواقعة 
أضافت والدته، أن الواقعة بدأت أثناء تواجده بالاحتفال مع زملائه بميدان التحرير، ففوجئوا بسماع أصوات طلقات نارية، وصراخ سيدات، وذهبوا إلى حيث الأصوات، فرأوا سيدات، وبنات في وضع سيء، وإحداهن عارية، فقرر عمرو أن يخلع قميصه، ويلبسه إياها، وحاول أن يثنيه أصدقاؤه عن هذا، حتى لا يتضرر، فقال لهم، “لو هأروح في داهية لازم أساعدها”،على حد تعبير والدته، فضربه ضابط شرطة من الخلف، ففقد وعيه ولم يفيق إلا داخل قسم قصر النيل.

إجبار على الاعتراف
يقول محمد فهيم علي، أخوه الأكبر، وأمين شرطة بقسم 15 مايو، إنه مع دخول عمرو، قسم قصر النيل لم تتوقف عمليات التعذيب له، ولغيره من المتهمين، وأن الشرطة اجبرته على الاعتراف بأنه ينتمي لجماعة الإخوان، لكنه رفض. ولمعرفة باقي أسماء المتهمين ادخل هنا، وباقي أوامر الإحالة هنا.

ويرى محمد، أن القضية لا تسير في الإتجاه الصحيح، ويقول: “هما عاوزين يطبخوا القضية، ويهدوا الليلة، ويراضوا الناس الكبيرة، أنا مش عارف الظلم هيفضل لحد فين”، مؤكدًا أن عمله بالداخلية جعله يرى الظلم أمامه طيلة 20 عامًا.

ويؤكد أن أخيه يشعر بالظلم، وأنه يشعر بمرارة ما يعانيه، ويقول والدموع في عينيه: “حالته النفسية بقت صعبة من كتر الظلم اللي وقع عليه، والظلم لما يقع على حد عارف ربنا بيبقى صعب ومر”، بينما تخشى والدته، أن يغيره الشعور بالظلم، ويجعله كارها للجميع من حوله، قائلة: “إذا كان عمل خير وعملو فيه كده، يا عالم هيحس بإيه ناحية الناس لما يخرج”.

سمعته طيبة 
سمعة عمرو الطيبة داخل قريته أمر لا جدال فيه، يقول عنه جاره، الذي فضل عدم ذكر اسمه، “إحنا مش مصدقين أنه يعمل كده أبدًا، ده بيمشي في حاله، ولو شاف الست في الشارع يبص في الأرض”.

وتقول والدته “البلد كلها زعلانه عليه، واتصل بينا أصحابه اللي كان بيشتغل معاهم في السعودية، وقالو لنا إلا عمرو، مش ممكن يعمل كده”، حيث كان يعمل عمرو في السعودية لفترة.

هذه السمعة الطيبة، لم تكن في مسقط رأسه، ومحيط عمله، سواء في مصر،أوخارجها، وإنما كانت أيضا في تجنيده بالجيش، حيث كان دومًا يحصل على لقب “الجندي المثالي، وكان ضباط الجيش يتمنون أن يستمر بالخدمة متطوعًا لحسن خلقه، كما يؤكد أخوه.

ماذا قالت زوجته؟ 
وهنا غالبت زوجته دموعها وتحدثت قائلة: “عشان كده أنا متأكدة إن ربنا كبير، وقادر يظهر الحق، وهو الشاهد على اللي حصل، وقلبي حاسس إنه هيدينا حقنا”. ولمعرفة اسم آخر المتهمين وأمر إحالته ادخل هنا.

الموضوع الأصلي هنا.


طريق ميت رهينة السياحي “كوم قمامة” بالبدرشين


البدرشين: هدير حسن
نشر بتاريخ 23 يونيو 2014

على الطريق السياحي المؤدي إلى متحف آثار ميت رهينة بمدينة البدرشين، جنوب الجيزة، تتراكم المخلفات والقمامة على يساره ويمينه ويصل ارتفاعها إلى مترين تقريبًا، ولا تزال باقية حتى الآن رغم قرار المحافظ بإزالتها.

وتراكم هذه المخلفات منذ سنوات طويلة مضت يسيء للمنطقة السياحية بميت رهينة التي تضم متحف “ميت رهينة”، ومعبد “العجل أبيس”، ومتحف “حتحور”، ومقصورة “سيتي”، ومتحف “رمسيس الثاني”.

وكان الدكتور علي عبد الرحمن، محافظ الجيزة، أمر بإزالة تلك المخلفات عن الطريق أثناء زيارته الميدانية له أول الأسبوع الماضي. وأكد منير أنور، رئيس مجلس مدينة البدرشين، لـ “المندرة”، أن المحافظ خصص 500 ألف جنيها من أجل رفع المخلفات عن المنطقة الأثرية بميت رهينة والعزيزية على أن تنتهي في وقت قريب مع التأكيد على تغليظ عقوبة إلقاء المخلفات بالمنطقة ومتابعة تنفيذها.

وداخل متحف ميت رهينة، قال محمد منصور، كبير المفتشين بالمتحف، في حديثه لـ “المندرة”، إن عملية إزالة المخلفات متوقفة الآن، وأكد: “من يوم المحافظ ما كان هنا مشوفناش حد تاني”، وأوضح أن إدارة المتحف خاطبت مجلس المدينة عدة مرات منذ أبريل 2014 من أجل التخلص من هذه المخلفات.

وكانت التراكمات بدأت في التزايد منذ 6 سنوات، كما يؤكد منصور، وقال: “المخلفات موجودة على جنوب الطريق السياحي، ووجودها مؤذي، خاصة أنه على شمال الطريق بعثة حفائر أمريكية”، وأكد أن العمل على إزالة المخلفات من منطقة “تل العزيزية” سيبدأ بعد الانتهاء من منطقة ميت رهينة.

وعلى الطريق لم تلاحظ مراسلة “المندرة” أي تواجد لمعدات وأدوات إزالة المخلفات، وكان أحد المارة يعبث بالقمامة والمخلفات ويُطعم حيواناته منهم.

الموضوع الأصلي من هنا.


قرية دهشور: حرمان من المياه.. مصرف يقتل الأطفال.. مسئولون يوعدون


**متضررة بالقرية: دي مش عيشة والله ده رعب
**مصرف طوله 500 مترا يخترق القرية ويقتل 4 أطفالا

البدرشين: هدير حسن خليل
نشر بتاريخ 17 يونيو 2014

تتبدل أحوال السياسة ويتغير المسئولون وتمر 3 سنوات على ثورة يناير التي نادت بالكرامة والعدالة الاجتماعية شهدت مصر خلالهم تغيير للحكومات والمسئولين ولكن ظلت أحوال الناس البسيطة وهمومهم ومشكلاتهم كما هي في حالة بائسة. وحال أهالي قرية دهشور لم يتغير منذ سنوات طويلة حتى بعد وعود لا تنتهي ولم تُنفذ فأهالي القرية يعانون من الحرمان من الحقوق الآدمية البسيطة لأغلب الناس ومثلهم في ذلك مثل الكثير من أهالي قرى مصر.

وفي جولة لـ “المندرة” داخل القرية كانت المشكلات تنطق بذاتها ولا تحتاج إلى سؤال أو استفسار، فالقرية التي يقطنها ما يقرب من 50 ألف مواطنا محرومة من وصول مياه الشرب النظيفة إليها، ويضطر أهلها إلى انتظار الساعات القليلة التي تتاح فيها المياه خلال اليوم كما يعانون من فقدان أطفالهم في مصرف يخترق الكتلة السكنية وغيرها من المشكلات التي تهاجمهم يوميا.

تحلم بمياه نظيفة
هدية عبد السميع، متزوجة وتعمل بإحدى الجمعيات بالقرية، تبدأ يومها بالبحث عن مياه نظيفة بدلًا من المياه المنقطعة التي لا تزور منزلها سوى ساعتين فقط باليوم، وأحيانًا لا تأتي عدة أيام متواصلة، وتقول: “مفيش ميه في الحنفية، الميه من الطرومبة بس، ومش بتيجي إلا بالموتور، وكمان مينفعش نشرب منها أو نعمل الأكل”.

وتلجأ هدية وغيرها من أهالي القرية إلى شراء المياه من إحدى محطات التحلية التي تبرع بها المقتدرون ولكن شراء المياه ليس بالأمر الهين عليهم ماديا. وتقول إيمان سمير، إحدى أهالي القرية: “احنا بنقف طوابير بالساعات عشان نشتري بـ 5 جنيه مياه، ومش بيكفونا كام يوم”، وذلك بخلاف ما يحدث في هذه الطوابير من ازدحام وتعارك بين الواقفين للحاق بالمياه قبل أن تنفد.

ونضوب المياه بمحطة التحلية أمر كثير الحدوث وهو ما يضطر الأهالي إلى اللجوء إلى جيرانهم ممن تأتيهم المياه باستخدام الموتور ويجعلهم واقعين تحت رحمتهم، غير أن هناك من الأهالي من ليست لديهم القدرة على شراء المياه فيكون الحل أن يشربوا من مياه “الطرمبة” المالحة التي تتسبب في كثير من الأمراض حيث حلل بعضهم المياه التي تصل للبيوت ووجدوا أن نسبة الأملاح بها تعدت الـ 200% مما قد يؤدي إلى أمراض الفشل الكلوي والكبد المنتشرة بالقرية.

وانقطاع المياه لم يتوقف عند هذا الحد، فاستعمال الموتور من أجل الحصول على المياه هو أمل يقضي عليه انقطاع الكهرباء الذي يستمر يوميًا من العاشرة صباحًا وحتى صلاة العصر، وتقول هدية: “لما الكهربا بتقطع بيبقى لا نور ولا ميه”، وتؤكد أن القرية بها مناطق لا ترى النور والمياه، ولا يوجد بها حتى وصلات المياه والصرف، حسب وصفها.

مقبرة الأطفال
وعدم وجود صرف صحي في القرية جعل الأهالي تستخدم “الطرنشات” التي تقوم عربيات الكسح بإزالتها وإلقائها في المصرف الذي يمتد طوله لما يقرب من 500 مترا ويخترق الكتلة السكانية بالقرية ويتسبب في موت الأطفال.

ومع نهاية شهر إبريل الماضي، لقي الطفل أحمد سامي مصرعه بالوقوع في المصرف ولم يعرف أهله وقتها مكانه وظلوا يبحثون عنه لمدة 4 أيام. ويقول عمه محمد ياسين: “في ناس كتير استغلت الموضوع وبقت تتصل بينا ويقولوا إنهم خطفوا الولد ويطلبوا فدية لغاية ما جبنا حفار من مجلس المدينة ودورنا في المصرف ولقيناه”. ويتذكر عمه حسرة والديه والحزن الذي سكن قلوبهما، ويتساءل عن- ما وصفه- بسلبية مجلس المدينة، قائلًا: “لغاية دلوقتي لا المجلس سأل فينا ولا حد عزانا حتى”.

ولم يكن أحمد سامي أول طفل يلقى حتفه بهذه الطريقة، بل كان الرابع في خلال شهور قليلة مما سبب استياء الأهالي، ويضيف ياسين: “يعني إحنا متحملين قطع المياه والعيشة المتعبة لكن كمان أطفالنا تموت في المصرف”.

ويؤكد محمود قرني، أحد أهالي القرية، وعضو مجلس محلي سابق، أن هذا المصرف ويُدعى “اللبيني 4” صدر في السابق قرار بتغطيته منذ عام 2008 وتم تغطية جزء منه فقط وبقي الجزء الذي يمر وسط المباني السكانية ولم يُصدر قرار بتغطيته على الرغم من وجود ميزانية له، كما يؤكد قرني.

ويضيف قرني أن ما يحدث كل فترة هو فقط تطهير المصرف الذي لم يخضع للتطهير منذ ما يقرب من 9 أشهر.

وتوضح هدية أن مشكلات المصرف لا تتوقف عند خطره على الأطفال، فهو يتسبب في تزايد الحشرات والثعابين والفئران بسبب تراكم المخلفات به، وتحكي عن حالات كثيرة من أهل القرية تعرضت لتآكل أصابعها من الفئران أو اللدغ من الثعابين التي ربما تؤدي إلى الموت أحيانًا. وتضيف هدية باستياء: “دي مش عيشة والله، ده رعب”.

أين الحل؟؟
وفي محاولة منها للمساهمة في الحل، أجرت جمعية تنمية السياحة بدهشور استطلاع رأي الأهالي في سبتمبر 2013 عن أهم المشكلات التي تحيط بهم، فجاءت مشكلة انقطاع المياه في المرتبة الأولى، تليها الصرف الصحي، ثم القمامة، وتبين أن عدم وجود محطة مياه قريبة من قرية دهشور والقرى التي تجاوروها حرم أهلها من المياه لأن المحطة الرئيسية تبُعد حوالي 17 كيلو مترا عن القرية.

وبسؤال منير أنور، رئيس مجلس مدينة البدرشين، عن انقطاع المياه بالقرية، أكد لـ “المندرة” انتهاء الأزمة في الشهور القليلة المقبلة، وأن قرب الانتهاء من محطة مياه “الشوبك السطحية” سوف يخدم القرى المحرومة من المياه.

ولكن تبقى أزمة المصرف كما هي، ويوضح رئيس المدينة أن ما يتعلق بالمصارف خاص بالإدارة العامة لصرف الجيزة، قائلا: “اذا كان اتخصص له ميزانية للردم فمن الصعب إنها تفضل موجودة من 2008 لغاية دلوقتي”.

الموضوع الأصلي من هنا.

بالفيديو: “البيطار” يعالج الخيول ويرّكب الحدوات ولا يخشى زوال مهنته


**رمضان: المهنة صعب تختفي.. الناس مش هتبطل تربي حمير

جنوب الجيزة: هدير حسن خليل
نشر بتاريخ 2 يونيو 2014

حرفته قد تبدو غريبة عن أهل الحضر وساكني المدن لكن أهل الريف ومن يملكون الدواب والخيول، يعلمون مدى أهميتها، لهم ولحيواناتهم.

“البطار” أو “البيطار” هو الحداد الذي يركب حدوة الخيول والحمير ويعالج حوافرهم، ويعمل بهذه المهنة رمضان إبراهيم، 37 عاما، منذ أكثر من 15 سنة، حيث ورثها عن والده، وأكد في حواره مع “المندرة” أنه يسعى إلى توريثها إلى ابنه شعبان وعمره الآن 19 عاما.

يملك رمضان، وهو أحد ثلاثة فقط ما زالوا يعملون بهذه المهنة في مينة البدرشين، جنوب الجيزة، دكان صغير لا تتعدى مساحته مترين، يستقبل فيه الخيل والحمير والدواب الأخرى التي تحتاج إلى تقليم حوافرها ومعالجة ما يصيبها بسبب السير لمسافة طويلة، أو التآذي بسبب العمل في الحقول.

ويقول رمضان أن المهنة لم تعد كما كانت في السابق، مؤكدا: “الشغل ريّح عن زمان لأن الناس دلوقتي جابت تكاتك وعربيات صغيرة”، وأثناء حواره مع “المندرة” يتذكر أنه منذ 8 سنوات مضت كان يعالج يوميًا ما حوالي 20 حيوان من الخيول والحمير بينما هذه الأيام ربما لا يتعدى عددهم الخمسة فقط.

وتتكلف عملية تركيب الحدوات للخيول 50 جنيهًا للأربعة أرجل بينما يُدفع لقاء حدوات الحمير 30 جنيهًا، ويُستخدم في هذه العملية الحدوة الحديد إلى جانب مسامير مخصصة لتركيبها بحوافر الخيل، و”الكفة” التي تساوي الحافر لتركيب الحدوة، إضافة إلى السندان، والشاكوش، وتستغرق هذه العملية ما يقرب من نصف ساعة.

وتحتاج هذه المهنة، كما يؤكد رمضان، خبرة طويلة وجسم قوي يستطيع أن يتحمل مخاطرها إضافة إلى الحرص الشديد في التعامل مع الخيول وأن يكون البيطار “قلبه جامد، وباله طويل”، حسب وصفه.

ويتحدث شعبان الذي بدأ يعمل مع والده منذ كان بالعاشرة من عمره عن مخاطر هذه المهنة والتي غالبًا ما تأتي من عدم انصياع الخيل أو الحمار ورفضه تركيب “الحدوة” وهو ما يتطلب محاولة تهدئته وربط جزء معين من فمه وإلهائه بأي أمر يصرف انتباهه ولكن هذا لا يمنع تعرض بعض العمال للأذى أثناء العمل، ويقول شعبان “ركلة الحصان ممكن تعمل كسر في الجمجمة”، هذا بخلاف قلة خبرة بعض من يعملون بهذه المهنة وذلك نتيجة عدم تمكنهم من الأداة التي يستعملونها.

ويعتقد رمضان وابنه أن مهنتهم لن تنقرض لأن الناس لن تستطيع الاستغناء عن الحيوانات، ويقول: “الناس مش هتبطل تربي وتشغل حمير”، ولكنهم أكدوا على قلة العاملين بها وقلة من يحتاجونها.

الموضوع الأصلي من هنا.



أمير الشعراء العرب لـ ’’المندرة’’: الصعيد طارد للمواهب.. والشهرة لها ضريبتها


** المسابقة حولتني من شخص مجهول إلى نجم.. وجامعة الأزهر فيها اللي مكفيها والصعيد بيئة طاردة للمواهب

الجيزة- هدير حسن خليل
نشر بتاريخ 14 أبريل 2014

في اللحظة التي احتشد فيها الملايين بميدان التحرير وشوارع مصر انتظارًا لإعلان تحقيق مطلبهم ورحيل الرئيس السابق محمد مرسي, يوم الثالث من يوليو, كانت هي اللحظة التي أعلنت فيها لجنة تحكيم مسابقة أمير الشعراء, فوز الشاعر المصري, الدكتور علاء جانب, بلقب أمير الشعراء العرب.
ومرور أكثر من ثمانية أشهر لم يمنح الشاعر السوهاجي, ابن قرية عرابة أبو الدهب, ما يستحقه من الدولة أو من وسائل الإعلام, ولم ينل الاحتفاء الشعبي الذي انتظره, بعد انتزاعه للقب أمير الشعراء في منافسة شرسة بين 20 شاعرًا من مختلف أنحاء الوطن العربي, الأمر الذي أرجعه إلى توتر المشهد السياسي وقتها, والذي يبدو أنه لم يتغير إلى الآن.

الدكتور علاء أحمد السيد, الشهير بـ ’’علاء جانب’’, الأستاذ المساعد بقسم الأدب والنقد بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر, من مواليد شهر ديسمبر عام 1973, كان لـ ’’المندرة’’ هذا الحوار معه, الذي تنقل فيه جانبا من طفولته إلى دراسته وعمله بجامعة الأزهر, ثم مشاركته السياسة, حتى مشاركته بمسابقة أمير الشعراء, وما تبع هذه المشاركة من تغيير.

وإلى نص الحوار:
كيف بدأت في كتابة الدواوين, وكم ديوان أصدرته ؟
أصدرت ثلاثة دواوين, أولها ديوان ’’أنا وحدي’’ صدر عام 2002 ولم يشتهر لأنني قمت بطباعته على حسابي الخاص, لأسجله برقم إيداع, وديوان ’’ولد ويكتب بالنجوم’’ عام 2011, وآخرها ديوان ’’لاقط التوت’’, الذي صدر بعد خروجي من المسابقة, وأعمل حاليًا على ديوان آخر لم أستقر على اسمه بعد.
أول دواويني أصدرته بناء على إلحاح أصدقائي, الذين استنكروا أن أترك أشعاري هكذا, وجاء الديوان متأخرًا نظرًا لمروري بظروف شخصية منعتني من الإهتمام والتركيز على الشعر فقط, والتفت إلى جوانب آخرى في الحياة, منها التركيز على عملي بالجامعة وتحضيرات الدكتوراة, وكان ذلك طريق صعب سلكته برغبتي, فكنت أريد أن أبني نفسي أكاديميًا بشكل جيد, واخترت دراسة النقد الأدبي, حتى لا أبتعد عن الشعر, كما سعيت إلى تكوين أسرة, فأنا لم أنقطع يومًا عن الكتابة, لأن الشعر لعنة ليس لي فيها أي اختيار.

ما رأيك في عرض الإعلام للشعر والشعراء؟
في هذه الفترة كان يُنشر لأسماء ليس لها قيمة, ويعاني شعراء لهم قيمتهم الحقيقية من الغبن والظلم, بينما الشعراء القريبين من ’’الشِلل’’ الموجودة في وزارة الثقافة وقصور الثقافة, هم من يُنشر لهم, فالموضوع قائم على المعارف, وهو مازال موجودًا حتى الآن- للأسف الشديد- ولم نتخلص منه.
ولكن الآن الوضع مختلف بالنسبة للشباب الذين وجدوا في وسائل التواصل الإجتماعي, طريقة يروجون بها أشعارهم, ويحصلون على إعجاب متابعيهم, (ويضيف مازحًا) ربنا يدخلك الجنة ياللي عملت الفيسبوك وتويتر.

وماذا عن مشاركتك في مسابقة ’’أمير الشعراء’’؟
بعد استقرار حياتي بشكل كبير أكاديميًا واجتماعيًا, عدت مرة آخرى لأنتبه إلى الشعر, وكانت المسابقة بالنسبة لي حلم, كنت دومًا أتخيل وجود مسابقة بهذا الشكل, قبل أن تبدأ, خاصة أنها تصنع من الشاعر نموذج مشرف ومحترم, كما أن المسابقة تحول المُشارك, من مجرد شخص إلى نجم ملء السمع والبصر.
وبالتأكيد لم يكن أحد ليعرفني أو يهتم بما أكتب لولا مشاركتي في البرنامج, فهناك شعراء كُثر, ربما أفضل مني, ولكن لا أحد يعلم بهم, فالبرنامج لديه القدرة على تحويل الشعراء من أناس قابعين في الظلام إلى نجوم في المجتمع, مثلهم مثل الفنانين, ولاعبين كرة القدم.

ماذا أضافت لك المسابقة غير الفوز باللقب؟
أضافت لي الكثير, كما أخذت مني, وأبرز ما أضافته هو فرصة الاحتكاك بكل شعراء العرب المهمين, وكل شاعر منهم يضيف بخبرته عقل إلى عقلك, ودنيا إلى دنياك, وحولني من شخص مجهول إلى نجم مجتمع, يعرفني الجميع, وتستضيفني القنوات والصحف, وحققت نوع من الجماهيرية إلى حد كبير غير الإضافة المادية, وهو ما يجعلني أطبع دواويني كما أريد وأخدم موهبتي بشكل جيد, وأخدم غيري من الشعراء, بالطبع من قبل الجائزة المادية كان لدي الاكتفاء المادي, ولكنها أضافت إليّ الشعور بالأمان المادي أيضًا.
إذا وأين الضرر؟
الشهرة لها ضريبتها, فهناك من يتربص بك, ويريد أن يصطاد أي خطأ لك, ويجعلك في حالة ترقب دائمة, وأفكر ’’يا ترى الضربة هتجيلي منين’’, والكثير من الأشياء التي لا أستطيع أن أقوم بها بعد الشهرة, غير أن الوقت لم يعد ملكي, ومجرد الدخول إلى صفحتي الشخصية على ’’فيسبوك’’ يُهدر ما يقرب من 4 ساعات في متابعة التعليقات والرسائل.

كيف أثرت مصادفة فوزك مع عزل الدكتور محمد مرسي على الإحتفاء باللقب؟
الظرف العصيب الذي مرت به مصر, أخذ مني اهتمام الجمهور المصري, فالدقيقة التي تسلمت فيها الجائزة, كانت الدقيقة التي أعلن فيها المشير عبد الفتاح السيسي, خارطة الطريق وعزل مرسي, وأنا شخصيًا كنت مشغول بما يحدث في مصر, وكنت أتمنى أن أتابعه, لكن كان لدي خيار آخر, وهو الإتكاء على مقدرتي في مغازلة لجنة التحكيم, ومعرفة ما يريدونه بالضبط حتى أقوم به, وذلك كي أحصل على بطاقة اللجنة, ولا أعتمد على تصويت الجماهير, التي أعلم أنها مشغولة عني, فقمت بالموازنة بين شاعريتي وكتابة النص الذي أرضى عنه, وفي نفس الوقت أراعي المقاييس التي تُرضي لجنة التحكيم.

ماذا أضافت لك الدراسة في الأزهر كـ ’’شاعر’’؟
بالتأكيد دراسة الأزهر تصقل موهبة الشاعر, ولكنها لا تصنع شاعرا من العدم, حيث الاستفادة من الناحية اللغوية والبلاغية, خاصة وأننا نحفظ القرآن الكريم كاملًا في المرحلة الإبتدائية, وهو ثروة لغوية وفكرية وعاطفية جبارة, ويعتبر كنز يتكئ عليه الشاعر.

وكيف رأيت وجهة نظر المجتمع لك بعد الفوز خاصة أنك أزهري؟
لأني من خارج الجماعة الثقافية التقليدية في مصر وبعيدا عن وزارة وقصور الثقافة, كما أني رجل أزهري, وريفي, لا يعلم أحد عني شئ, وكان اختراق أزهري للمشهد الشعري مفاجًئ لكثير من الناس, معتقدين أن الأزهري لا يستطيع أن يحب أو يتغزل.

ولماذا لم تكرم من وزارة الثقافة, أو جامعة الأزهر؟
جامعة الأزهر ’’ربنا يعينها على اللي هي فيه’’, وكانوا ينوون إقامة احتفال بي, ولكن الظروف لم تسمح بذلك.
أما وزارة الثقافة فلا أجد إلا ان أصفها بالإهمال معي, وللمفارقة, وزير الثقافة نفسه أستاذ معي في نفس الكلية, ومكتب القسم الذي يعمل به مقابل لمكتب القسم الخاص بي.

إلى من تتوجه بشعرك؟
أتوجه إلى من هم مثلي, فشعري لا هو متعالٍ عن الناس, ولا هو سطحي ولزج لدرجة انعدام الثقافة, فأنا واحد من أواسط الناس, ولا أزعم أني أحد كبار المثقفين في الوطن العربي, ولكني أزعم أنني مثقف مهم, رأيي له ثقله وله أهميته.
أحاول أن أراعي في شعري كافة المستويات, فأكتب القصيدة الحلمنتيشي الكوميدية, والشعر العامي, وشعر فصحى, والقصيدة التي تتوجه إلى القارئ النموذجي, ودائمًا ما أسعى أن يغطي ديواني تلك الشرائح.

حدثنا عن مشاركتك بفقرة ’’صالوان أمير الشعراء’’ الأسبوعية ببرنامج عز الشباب.
نختار كل أسبوع اثنين من الشعراء, وأحاول أن أقيمهم بشكل أكاديمي, بناءً على دراستي, بخلاف النصائح الإجتماعية كأخ أكبر لهم, ونحاول أن نمنحهم فرصة الظهور؛ ليعرفهم المشاهدون, ويتابعونهم.
ومعظم الشعراء الشباب يميلون إلى الكتابة بالعامية أكثر, وأتمنى أن يكون هناك توازن بين الاثنين, فلا تندثر الفصحى على حساب العامية أو العكس.
وقد يكون لجوءهم إلى العامية سببه ’’كلكعة’’ الفصحى في الفترة الماضية, فالشعراء كانوا مغرقون في الرمزية, ويُحمِلون شعرهم إشارات ليس للمتلقي علاقة بها, ولا يستطيع أن يفهمها أو يصل إليها, فكانوا كأنما يكتبون لبعض, مما جعل القراء ينصرفون عنهم, ويلجأون إلى الأسهل.

هل يمكن أن يؤدي هذا إلى اندثار شعر الفصحى؟
هذا مستحيل, ولكن من الممكن أن يؤدي انتشار الشعر العامي إلى تحجيم الفصحى, وهو أمر وارد بشدة, وهنا يأتي دور الدولة, والتركيز على الوعي, من خلال وزارة الثقافة, والتربية والتعليم, والإعلام, وتوضيح أهمية الحفاظ على قوميتنا وهويتنا, حتى يقدر الناس لغتهم القومية, فالعرب الأمة الوحيدة التي لا تحترم لغتها, ونشعر بالخجل إذا تحدثنا بلغتنا العربية, وكأنها لغة الجاهلية.

كيف تساهم طريقة الإلقاء في زيادة رواج الشعر؟
الإلقاء الجيد فن إضافي على فن الشعر, فالشاعر الذي يكتب جيدًا يختلف عن الشاعر الذي يؤدي بشكل متميز, والأبقى هو الشعر بالتأكيد, ولكن هذا لا يمنع أن يطور الشاعر من طريقة إلقائه, فهناك من تميزهم طريقة الإلقاء, مثل الشاعر هشام الجخ, الذي لا نًنكر تجربته في الإلقاء, على الرغم أن شعره ضعيف, ولا يمكن مقارنته بشعراء آخرين مثل أحمد بخيت, فالمسافة بينهما بعيدة تمامًا.

ما الذي ينقص الصعيد حتى تأخذ مواهبه الفرصة الكافية للظهور ؟
(أجاب مستنكرًا) ماذا يوجد في الصعيد أصلًا؟, الصعيد بالأساس بيئة طاردة, إذا كان الصعيد ’’فيه أكل عيش’’, وإذا كانت الدولة تهتم به, فما الذي يضطر الصعايدة إلى مغادرته, والبحث عن عمل في القاهرة, ’’هما غاويين غُربة!’’, فالمواطن البسيط هناك يسافر إلى القاهرة ويترك عائلته وأولاده لشهور كي يعود إليهم بـ 50 جنيه ’’الناس غلابة جدَا في الصعيد’’.
وفي الصعيد لا توجد رفاهية أن يطبع شاعر ديوان, أو أن يلقى اهتمام, ولا يجد فيه البسطاء رفاهية شراء بنطلون وقميص كي يظهر بهم على قناة, الناس مطحونة في الصعيد, هناك من هم تحت خط الفقر بخط فقر آخر.

وما الحل من وجهة نظرك لمواجهة مشكلات الصعيد الثقافية؟
الموضوع معقد للغاية, فوزارة الثقافة لا تستطيع أن تعمل بعيدًاعن باقي الوزارات, فأقصى ما يمكن أن تفعله هو قصر ثقافة وندوات, ولكن دورها وواجبها ليس بعيدًا عن دور الوزارات الآخرى, فلا توجد تنمية ثقافية منعزلة عن الجوانب الآخرى.
قبل أن أهتم بالمبدع كمبدع, يجب أن أهتم به كبني آدم, والشاب الذي أسعى أن أنميه كشاعر يجب أن ابني له منزلا وأوفر له وظيفة وعلاج, وأساعده على تكوين أسرة, وأمهد له طريق يسير عليه, ووسيلة مواصلات جيدة, وكل هذه أمور يجب أن تفكر فيها الدولة, وتسعى لتوفير الوسائل التي تجعله آدميًا قبل أن يكون شاعرًا.
وإذا تحسنت ظروف الصعيد الإقتصادية والإجتماعية, لن نكون في حاجة إلى قصور الثقافة, فالناس ستبدأ بالإهتمام بتطوير نفسها, وإحداث زخم ثقافي وحدها, ولكننا ندور في دائة مفرغة, وحكومات فاشلة تورث بعضها, ومتمسكين بالفشل وقابضين عليه, وكأننا نخشى أن نتخلص منه.

وهل تناول أحد أشعارك في مقالاته؟
كان أحد النقاد الدكتور محمد جاهين بدوي تحدث عن الدواوين, التي أصدرتها, وكتب مقال عن تأثير المرجعية القرآنية في شعر علاء جانب, مما يعني أن حفظنا للقرآن الكريم في صغرنا جعله أحد الروافد الثقافة والفكرية, وعندما يمتد نهر القصيدة يجب أن يأخذ من القرآن الكريم.

رؤيتك للأحداث السياسية التي تشهدها الساحة المصرية؟
الصورة ملتبسة الآن, فالأحكام متضاربة وثورة يناير كان جزء منها الإخوان مع الشعب, وثورة 30 كان جزء منها كارهي ثورة يناير أو الفلول مع الشعب أيضًا, ولهذا هناك التباس جعلنا لا نستطيع أن نصدر حكمًا صحيحًا, فهل يا ترى الإخوان جماعة إرهابية, أم التاريخ سيكتبه المنتصرون, أم أننا نريد أن نصنع منهم جماعة إرهابية الآن؟
بنسبة 80% الحكم ضد الأخوان, ولكن تظل هناك 20% تؤكد أنه هناك أناس كانوا يريدون لجماعة الإخوان أن تفشل, وهل يعقل أن أتباع مبارك سيتركون الحكم للإخوان أو للشعب.
وكما قلت أن الشعب كان مشارك في الثورتين, وشارك معه أصحاب المصالح سواء الإخوان أو الفلول, فأصحاب المصالح هؤلاء, هم من لهم المصلحة في الأعمال التي شهدتها جامعة الأزهر, الإخواني لأنه يريد استعادة مجده بعد أن وقف بهم التاريخ عند عزل مرسي, واحتمال أن يكون الفلول هم المتعمدون إعطاء انطباع أن الإخوان هم من يفعلون ذلك.

هل تؤيد فكرة أن الطلبة هم سبب الشغب؟
لسنا متأكدون هل من قام بهذه الأفعال طلبة الأزهر فعلًا أم لا, ’’إحنا شوفنا العجب في السنة دي’’, وما أعرفه أن طلبة الأزهر لم يكونوا عمرهم بهذا العنف, ويدخلوا الجامعة بالطبل والزمر, ويهينوا عميد الكلية, من يفعل ذلك لا يمت للأزهر بصلة, حتى وإن درس فيه ونحن لا نعلم من هؤلاء فلا أحد حقق مع هؤلاء الطلبة, عرف هويتهم ولكن أفعالهم كانت غير منطقية أو ثورية أو وطنية, لكن من هم ولصالح من يعملوا؟ لا نعرف.

الموضوع الأصلي من هنا.