الجمعة، 15 يونيو 2012

شعر : أنا الميدان ... حسن خليل






كتب الكثير عن الميدان شعراً
ولكن لم يكتب الميدان
عن نفسه شعراً
فأنا الميدان
أنطق شعراً
لا تكفينى الأحرف والمفرادات
خلعتُ جلباب الخوف
فوجدت الخوف نسيجاً فى البدن
فأخذتُ أنزع الجلد
حتى قررت
كتابة شهادة وفاتى
وأنقش نعيى على شاهدى
وحملتُ الشاهد على ظهرى  
وسط الدخان والعصى والرصاص
والموت لى مترقب على باب الميدان
يسقط عنى الشاهد
فأحمله
أصابره
أنشده فى مكانه
فى الميدان
إلى القبر المنشود
أخطو خطوات
ويعيدنى الدخان خطوات
والشاهد يثقل على ظهرى
حتى خطوت داخل الميدان
ما أجمل لحظة الادثار
بالقبرِ .. بالميدان
ما أجمل أن تصل إلى حياة
الموت فى الميدان
أرصفته حجره سماءه
أشجاره صارت أنا
صرت أنا الميدان
يسقط حولك الابرار
موتاً من غير مقابل
سوى إِحياءِ الميدان
يموت رفيق دربك
فتتوغل أظافرك
فى أرض الميدان
حتى وضعت شاهدى
وأسندت ظهرى إليه
أنتظر موعد الحرية مع رفيق الميدان
فرفيق الدرب مات
ولكنى لم أعرفه
فلون دمه أخبرنى إنه أخى
لم أرى فيه لونه ولا جنسه ولا طائفته
رأيته إنسان
مات من أجل كلمة حرية
لحظتها لم يكن يحمل كتاب
بل حمل راية الانسان
وجهه ضاحك
كأنه أنتصر بموته
على الطغيان
مات ... مات
من لا يستحق الموت
من أجل من عربد فى ظل الطغيان
ذهبت روحه إلى أرض الميدان
لتجعل من أحجاره إلهاماً
من أرصفته حضون أمان
ذهب خوف ما كان يفارق
إنسان
ذهب الموت خوفاً من الميدان
ما أروع روح الانسان
بلا خوف ... كأنه ملاك
كل من فى الميدان أنا
الكل أنا
الحرف الناطق فى الميدان
أنا
كل الايدى المرفوعة القابضة
أنا
كل ضجيج الحرية القادم من الميدان
أنا
فأنا الميدان

                              شعر / حسن خليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق